الإيمان والكفر - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٢١٦
إلى نفس القرآن ثم يطبق عليه سائر الضوابط من تدبر سياق الآية وسياق السورة، وسياق الآية العام في القرآن كله.
والذي يؤخذ على هذا النوع من التفسير أنه أمر بديع قابل للاعتماد غير أنه لا يكفي في تفسير الآيات الفقهية بلا مراجعة السنة لأنها عمومات فيها مخصصها، أو مطلقات فيها مقيدها أو مجملات فيها مبينها.
نعم هذا النمط من التفسير يغني عن كثير من الأبحاث اللغوية التي طرحها المفسرون لأن المفسر في هذا النمط يريد أن يستخرج معنى اللفظ من التدبر في النص القرآني نعم معاجم العربية وكتب التفسير يعينه في بداية الأمر.
وما ورد في روايات أهل البيت في مواضع، ما يوجد هذا النوع من النمط وهو الدقة في خصوصيات الآية وجملها ومفرداتها.
1 - روى الصدوق بإسناده عن زرارة قال:
قلت لأبي جعفر - عليه السلام -: ألا تخبرني من أين علمت وقلت: إن المسح ببعض الرأس وبعض الرجلين؟ فضحك فقال: " يا زرارة قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونزل به الكتاب من الله عز وجل لأن الله عز وجل قال: * (فاغسلوا وجوهكم) * فعرفنا أن الوجه كله ينبغي أن يغسل ثم قال: * (وأيديكم إلى المرافق) * فعرفنا أنه ينبغي لهما أن يغسلا إلى المرفقين، ثم فصل بين الكلامين فقال:
* (وامسحوا برؤوسكم) * أن المسح ببعض الرأس لمكان " الباء " ثم وصل الرجلين بالرأس، فعرفنا حين وصلهما بالرأس أن المسح على بعضها، ثم فسر ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للناس فضيعوه " (1).

1. الوسائل: 1، الباب 23 من أبواب الوضوء، الحديث 1. والآية 6 من سورة المائدة.
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»