ثم إن " جبرين " وأمثاله لماذا يغمضون عيونهم عن حقائق القرآن ولا يصارحون الناس بها بدل اتخاذ هذا الموقف الشريف الذي يمليه الحق والإنصاف؟ لماذا يعمد إلى تكفير طائفة كبرى من طوائف المسلمين وهم الشيعة الإمامية ويراهم مستحقين للقتل والإبادة، ولا يوجه مثل هذه الفتوى ضد الصهاينة في فلسطين، والأمريكان الذي يدنسون بأحذيتهم الصليبية أرض وبلد المقدسات؟
لماذا لا يحارب الفساد الأخلاقي والسياسي في مشرق الإسلام ومهجر الرسول، ولا يفكر في تسيب الشباب هناك وتسرب اللادينية، والانحراف العقيدي إلى أذهانهم البريئة؟!
لماذا تصدر هذه الفتوى في هذا الظرف الذي انهارت فيه الشيوعية، واعترف " غورباتشوف " بأن السبب الرئيسي وراء هذا المصير القائم في الاتحاد السوفيتي هو نسيان الله وتجاهل الفطرة التي فطر الناس عليها كما قال في خطاب الاستقالة مؤخرا؟! وهو الأمر الذي ذكره به الإمام الراحل الخميني في رسالته التاريخية إليه.
لماذا في مثل هذا الظرف الهام الذي يتوجه العالم إلى الإسلام ويتطلع المستضعفون إلى المسلمين، وهو أمر يفرض العمل الجاد لتوحيد صفوف المسلمين وإظهارهم في مظهر الأمة الواحدة القوية على اختلاف مذاهبها ومسالكها التي تتمحور حول أصول الإيمان وتتفق فيها وإن اختلفت في بعض الاجتهادات الفرعية العلمية؟!
أقول: لماذا ينبري مجلس الإفتاء السعودي متمثلا بالمدعو " جبرين " وبعض زملائه إلى شق عصا المسلمين وإثارة النعرات الطائفية، وعزل أكبر قطعة من جسم الأمة الإسلامية التي هي الآن صخرة صماء أمام تلاطم أمواج الكفر