ويستدل الإمام أبو عبد الله محمد ابن يوسف بن محمد القرشي الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب ص 103 - 59 فيه شرحا مسهبا من إحاطة علي بعلم رسول الله الذي منذ الصغر وهو الولع الشديد بذلك وكان ظله في كل مكان وقال: إن العلم في الصغر كالنقش في الحجر والعلم في الكبر كالنقش في البدر يريد بهذا الأخير قايسه مع كبار الصحابة. وقال (صلى الله عليه وسلم) أقضاكم علي إلى أن قال والقاضي محتاج إلى جميع أنواع العلوم فلما رجحه (صلى الله عليه وسلم) على الكل في القضاء لزم ترجيحه عليهم في جميع العلوم وفضل عليا على الجميع في جميع الخصال والعلوم وإن خص البعض ببعض الخصال كقوله في أبو ذر أصدقكم لهجة فهو يريد الصحابة غير علي لأنه من أهل البيت ولا يقاس به أحد. وأيد الكنجي ذلك بقول عمر حينما أمر برجم امرأة ولدت لستة أشهر فرفع ذلك لعلي فنهاهم عن رجمها وقال أقل مدة الحمل ستة أشهر فأنكروا ذلك، فقال هو في كتاب الله تعالى قوله عز اسمه * (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) * ثم بين إرضاع الصغير بقوله: * (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) * فتبين من مجموع الاثنين أن أقل مدة الحمل ستة أشهر فقال عمر: (لولا علي لهلك عمر).
وقد أيد قوله (صلى الله عليه وسلم): " أقضانا علي " ابن حجر في الصواعق المحرقة ص 78 وابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب 7 ص 237 وقال عمر علي أقضانا. وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1 / 65 والبخاري في صحيحه 18 / 485 وابن عبد البر في الإستيعاب 2 / 474 والبغوي في مصابيح السنة 2 / 213 وابن كثير في البداية والنهاية 7 / 359 ومحمد الصبان الشافعي في إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص 142 وقال سبب ذلك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان جالسا مع جماعة من الصحابة فجاء خصمان فقال أحدهما يا رسول الله إن لي حمارا وإن لهذا بقرة وإن بقرة هذا قتلت