قال جعيد الهمداني: أتيت الحسين بن علي وعلى صدره سكينة ابنته، فقال: يا أخت كلب، خذي ابنتك عني، فسألني، فقال: أخبرني عن شباب العرب؟
قلت: أصحاب جلاهقات ومجالس قال عليه السلام: فأخبرني عن الموالي؟
قلت: آكل ربا، أو حريص على الدنيا!
قال عليه السلام: (إنا لله وإنا إليه راجعون) والله، إنهما للصنفان اللذان كنا نتحدث أن الله تبارك وتعالى ينتصر بهما لدينه.
يا جعيد همدان: الناس أربعة:
فمنهم من له خلاق، وليس له خلق ومنهم من له خلق، وليس له خلاق.
ومنهم من ليس له خلق ولا خلاق، فذاك أشر الناس ومنهم من له خلق وخلاق، فذاك أفضل الناس (1).
وهذا الحديث يدل على مراقبة دقيقة، من الحسين عليه السلام، لمجتمع عصره:
فقوله: كنا نتحدث، يدل - بوضوح - على تداول الأمر، والتدبير الحكيم والمشورة المستمرة، من الإمام ومن كان معه، حول السبل الكفيلة لنصرة الدين