الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ١٢ - الصفحة ٦
فأعرض عنها معاوية، فقال إياس، اقتل هذه يا أمير المؤمنين، فوالله ما كان زوجها أحق بالقتل منها.
فالتفتت إليه، فلما رأته ناتئ الشدقين ثقيل اللسان، قالت: تبا لك، ويلك بين لحيتيك كجثمان (1) الضفدع، ثم أنت تدعوه إلى قتلي كما قتل زوجي بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض، وما تريد أن تكون من المصلحين.
فضحك معاوية، ثم قال: لله درك، أخرجي، ثم لا أسمع بك في شيء من الشام.
قالت: وأبي لأخرجن، ثم لا تسمع لي في شيء من الشام، فما الشام لي بحبيب، ولا أعرج فيها على حميم (2).
وما هي لي بوطن، ولا أحن فيها إلى سكن، ولقد عظم فيها ديتي، وما فرت فيها عيني، وما أنا فيها إليك بعائدة، ولا حيث كنت بحامدة.

(1) الجثمان: الجسم.
(2) الحميم: القريب.
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست