الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ١٢ - الصفحة ٨
فقالت: قد قبلت عذرك، وإن تعد أعد، ثم لا أستقبل ولا أراقب فيك! فبلغ ذلك معاوية، فقال: زعمت يا أسلع أنك لا تواقف من يغلبك، أما علمت أن حرارة المتبول (1) ليست بمخالسة نوافذ الكلام عند مواقف الخصام؟ أفلا تركت كلامها قبل البصبصة منها (2) والاعتذار إليها.
قال: إي والله يا أمير المؤمنين، لم أكن أرى شيئا من النساء يبلغ من معاضيل الكلام (3) ما بلغت هذه المرأة، حالستها (4) فإذا هي تحمل قلبا شديدا، ولسانا حديدا، وجوابا عتيدا (5)، وهالتني رعبا، وأوسعتني سبا.
ثم التفت معاوية إلى عبيد بن أوس، فقال: أبعث لها

(1) المتبول: المصاب بالعداوة.
(2) أي قبل أن يظهر منها ما ظهر، من قولهم: بصبصت الأرض، ظهر منها أول ما يظهر من النبات.
(3) معاضيل الكلام: شدائده ومضايقه.
(4) حالسه: طاف له وحام به.
(5) أي حاضرا مهيا.
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست