عني طويلا، وأهديتموه إلى قتيلا، فأهلا وسهلا بمن كنت له غير قالية (1)، وأنا له اليوم غير ناسية، إرجع به أيها الرسول إلى معاوية، فقل له ولا تطوه (2) دونه: أيتم الله ولدك، وأوحش منك أهلك، ولا غفر لك ذنبك.
فرجع الرسول إلى معاوية، فأخبره بما قالت، فأرسل إليها، فأتته وعنده نفر فيهم إياس بن حسل أخو مالك بن حسل، وكان في شدقيه نتوء (3) عن فيه، لعظم كان في لسانه، وثقل إذا تكلم، فقال لها معاوية، أأنت يا عدوة الله صاحبة الكلام الذي بلغني؟ قالت: نعم غير نازعه (4) عنه، ولا معتذرة منه، ولا منكرة له، فلعمري لقد اجتهدت في الدعاء إن نفع الاجتهاد، وإن الحق لمن وراء العباد، وما بلغت شيئا من جزائك. وإن الله بالنقمة من ورائك.