فأشار إليها ببنانه أخرجي.
فخرجت وهي تقول: واعجبي لمعاوية، يكف عني لسانه، ويشير إلى الخروج ببنانه، أما والله ليعارضنه عمرو (1) بكلام مؤيد سديد، أوجع من نوافذ الحديث، أو ما أنا بابنة الشريد.
فخرجت وتلقاها الأسود الهلالي، وكان رجلا أسود، أصلع، أسلع، أصعل (1)، فسمعها وهي تقول ما تقول، فقال: لمن تغني هذه، الأمير المؤمنين تعني! عليها لعنه الله. فالتفت إليه، فلما رأته قالت: خزيا لك وجدعا (3)، أتلعنني واللعنة بين جنبيك، وما بين قرنيك إلى قدميك، إخسأ يا هامة الصعل، ووجه الجعل (4)، فأذلل بك نصيرا، وأقلل بك ظهيرا. فبهت الأسلع ينظر إليها، ثم سأل عنها فأخبر، فأقبل إليها معتذرا خوفا من لسانها.