الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٠٢
واستأذن عمرو على معاوية يوما في غير وقت سمره، فقال معاوية: ما أعجلك قبل وقت السمر؟
فقال: إن الأمر الذي أتيت من أجله أوجعني وأرقني وغاظني، وهو بعد ذلك نصيحة لك. واهتم معاوية بهذا الأمر وسأله: وما ذاك يا عمرو؟ قال: يا معاوية، إن أبا الأسود رجل مفوه، وله عقل وأدب، ومن مثله للكلام يذكر؟ وقد أذاع بمصرك من الذكر لعلى والبغض لعدوه، وقد خشيت عليك أن يسترسل في الكلام حتى يؤخذ لعنقك. وقد رأيت أن ترسل إليه، وترهبه وترغبه، وتسيره وتخيره، فإنك من مسألته على أحد أمرين: إما أن يبدي حبه وتشيعه لعلى عليه السلام فينكشف أمره وترى فيه رأيك.
وإما أن يجاملك فيقول ما ليس من رأيه، فتستفيد من قوله.
غرق معاوية في تفكيره، فإنه لا يرغب في إثارة موضوع جديد عليه ويعلم أن أبا الأسود عرف بالثبات في موالاة أمير المؤمنين على عليه السلام والجرأة والصمود، فلا يرهب سيوف السلطان، كما لا تفل عزيمته أموال بنى
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست