لعنة، أفتراه بعد هذا الدعاء نائلا فلاحا، أو مدركا رباحا؟
وأيم الله إن امرءا لم يعرف إلا بسهم أجيل عليه فجال (1)، لحقيق أن يكون كليل اللسان، ضعيف الجنان، مستشعرا للاستكانة، مقارنا للذل والمهانة، غير ولوج فيما بين الرجال، ولا ناظر في تسطير المقال، إن قالت الرجال أصغى، وإن قامت الكرام أقعى (2)، متعيص لدينه لعظيم دينه، غير ناظر في أبهة الكرام، ولا منازع لهم ثم لم يذل في دجة ظلماء مع قلة حياء، يعامل الناس بالمكر والخداع، والمكر والخداع في النار.
لم يتمكن ابن العاص من تحمل هذا الكلام القارص والصبر عليه، بل ثار وهاجم أبا الأسود قائلا: يا أخا بني الدؤل، والله إنك لأنت الذليل القليل، ولولا ما