غزية ابنها عمارة بن غزية، وولدها أيضا عبد الله بن زيد، وقد خرجت ومعها شن لها في أول النهار تريد أن تسقي الجرحى، فقاتلت يومئذ وأبلت بلاء حسنا، وجرحت اثني عشر جرحا بين طعن برمح وضربة بسيف.
وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لمقام نسيبة بنت كعب أم عمارة اليوم خير من مقام فلان وفلان.
وكان صلى الله عليه وآله يراها تقاتل يومئذ أشد القتال، وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها حتى جرحت ثلاثة عشر جرحا.
ومن هذه النماذج الباسلة الرائعة كثير في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله من الرجال والنساء.
وفي رواية قال عمارة: لقد رميت رجلا من المشركين بحجر وهو على فرسه، فأصاب الحجر عين الفرس فاضطرب حتى وقع هو وصاحبه، وجعلت أعلوه بالحجارة، والنبي صلى الله عليه وآله ينطر ويتبسم حتى قضيت عليه فنظر صلى الله عليه وآله إلى جراح أمي على عاتقها، فقال: أمك أمك أعصب جرحها، بارك الله فيكم من أهل بيت، لمقام أمك خير من مقام فلان وفلان.