الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٩ - الصفحة ٩١
ثم قال: حبيب لا يجيب حبيبه، ثم قال: أنى لك بالجواب وقد شخبت أوداجك على أثباجك وفرق بين بدنك ورأسك، أشهد أنك ابن خير النبيين وابن سيد المؤمنين وابن حليف التقوى وسليل الهدى وخامس أصحاب الكسا وابن سيد النقبا وابن فاطمة سيدة النساء، وما لك لا تكون هكذا وقد غذتك كف سيد المرسلين وربيت في حجر المتقين ورضعت من ثدي الإيمان وفطمت بالإسلام، فطبت حيا وطبت ميتا، غير أن قلوب المؤمنين غير طيبة بفراقك، ولا شاكة في حياتك، فعليك سلام الله ورضوانه.
وأشهد أنك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى ابن زكريا، ثم جال ببصره حول القبر، وقال: السلام عليكم أيتها الأرواح التي حلت بفناء الحسين عليه السلام وأناخت برحله، أشهد أنكم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم الملحدين وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين، والذي بعث محمدا بالحق لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه. قال عطية: فقلت لجابر:
فكيف ولم نهبط واديا ولم نعل جبلا ولم نضرب بسيف والقوم قد فرق بين رؤوسهم وأبدانهم، ويتمت أولادهم
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست