الحق، فإننا اليوم على ما كنا بالأمس، غير انكم استغثتم بالمصاحف ودعوتمونا إلى كتاب الله.
وروى نصر بن مزاحم قال: روى ان عمر بن الخطاب دعا عابس بن سعد الطائي وكان عدي بن حاتم تزوج أخته، وأولد منها ابنه زيدا، فقال عمر بن الخطاب:
اني أريد أن أوليك قضاء حمص، فكيف أنت صانع؟ قال:
اجتهد رأيي واستشير جلسائي، فانطلق عابس بن سعد فلم يلبث إلا يسيرا حتى رجع إلى عمر بن الخطاب فقال:
يا أمير المؤمنين اني رأيت رؤيا أحب أن أقصها عليك، قال عمر هاتها: قال رأيت كأن الشمس أقبلت من المشرق ومعها جمع عطيم، وكأن القمر أقبل من المغرب ومعه جمع عطيم، فقال عمر: مع أيهما كنت؟ فقال: مع القمر، فقال عمر: كنت من الآية الممحوة، لا والله لا تعمل لي على عمل فرده.
وفيما بعد شهد عابس بن سعد الطائي مع معاوية صفين، وكانت راية طئ معه فقتل يومئذ، فمر به عدي بن حاتم ومعه ابنه زيد بن عدي فرآه قتيلا فقال: يا أبه هذا والله خالي، قال نعم، يلعن الله خالك فبئس والله المصرع