بعض، فإذا بصفوف أربعة من أهل الشام (1) قد قيدوا أنفسهم بالعمائم عازمين على الموت، وأبو الأعور السلمي امام الصفوف يحرض على القتال وهو يقول: يا أهل الشام إياكم والفرار، فإنه سبة وعار. فصاح أصحاب الصفوف الذين قيدوا أنفسهم بالعمائم: والله لا برحنا هذه العرصة أو يرضى معاوية. فتقدم سعيد بن قيس الهمذاني في همذان، وتقدم عدي بن حاتم في طئ، وتقدم الأشتر في مذحج، وتقدم الأشعث في كنده، وجعل كل رئيس من رؤساء العراق يقدم قومه، حتى اجتمع منهم خلق كثير، ثم كبروا وحملوا على تلك الصفوف الأربعة أو الخمسة، فقتلوا منها على أكثر من ثلاثة آلاف فارس، وكان معظمهم من الأزد وبجيلة، في بقعة واحدة، ثم حملوا على جمهور أصحاب معاوية حتى علوهم، وجلوهم، فالجؤوهم إلى تل فصعدوا عليه، وصعدت همذان في أثرهم خاصة.