أشار إليه بالحربة وهو يقول: والله لقد كنت، ما علمتك إلا قواما، صواما، ثم طعنه بالحربة في خاصرته فأجافه (1)، فكبر وفاضت روحه الزكية (2)، وأسلم نفسه إلى ربه شاكيا ظلم بني أمية، وجورهم، وطغيانهم، وبقي مصلوبا عدة ليالي ولم يسمح ابن زياد بإنزاله، حتى أخذت الحمية بعض التمارين ورأوا أن بقاء ميثم على هذه الحالة عار عليهم فجاؤوا إليه في ظلام الليل وأنزلوه من على خشبته، وأخذوه بعيدا فدفنوه غفلة من أعين الحراس، في جامع المراد وهو حي بني مراد من مذحج محل مرقده الحالي.
ونشرت الليالي أبرادها حزينة كئيبة، وقد اتشحت بحمرة الدم، وتحدث القوم في مجالس الكوفة، لا سيما في مجلس بني أسد، لقد صدق زعيم بني أسد حبيب بن