الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٦ - الصفحة ٩٧
سيافه أن يبادر فورا إلى قطع لسانه، ولما وصل السياف إلى ميثم، والناس تبتعد عنه رعبا، ووقف أمام ميثم، وغرق في تفكيره قائلا: ماذا يخيفك يا أمير من هذا الجريح الذي سيلفظ أنفاسه بعد قليل؟ ولم يطل التفكير بالجلاد، بل تقدم إليه، وألقى إليه أمر ابن زياد، فأشرق وجه ميثم، وتهللت أساريره، وأعجب الحاضرون منه فشعر الجريح بهذا المعنى، فقال: لا تعجبوا لقد زعم ابن الأمة الفاجرة ابن زياد أن يكذبني، ويكذب مولاي الإمام (عليه السلام) لقد خاب ظنه، وتاه فأله، هاك لساني يا سياف فاقطع، ونفذ فيه أمر أميرك، وسيجزي الله الصابرين، فنفذ ما أمر به.
ومضى ميثم على تلك الحالة يعالج فيها جراحه ونفسه، ورغم شدة آلامه لم يتغير ولم ينهار بل ازداد صلابة وإصرارا.
وفي اليوم الثاني ابتدر منخراه وفمه دما عبيطا قبل غروب الشمس أو عندها فخضبت لحيته بالدماء، وفي اليوم الثالث جاء إليه رجل من أوباش أهل الكوفة وقد
(٩٧)
مفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، الظنّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»