الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٤ - الصفحة ٩٤
ليرى رأيه فيهم، فأبو ذر وثوار البصرة والكوفة سيقوا إلى معاوية وكانت بوادر الثورة على عثمان قد ظهرت في الكوفة، وسببها المباشر هو تصريح سعيد بن العاص الأموي والي الكوفة [من قبل عثمان] قال: إنما السواد بستان لقريش، فقام إليه أفراد من القبائل العربية يردون عليه قائلين: إنما السواد من أفاءه الله علينا وما نصيب قريش إلا كنصيب غيرها من المسلمين، وأخذ جماعة من الأعراب يتذمرون من هذا الاستغلال ويشغبون، فكتب الوالي بشأنهم إلى عثمان فأمره أن يسفرهم إلى معاوية بالشام فأرسلهم إلى الشام ليرى معاوية رأيه فيهم، بالإضافة إلى فسق الوالي سعيد بن العاص وفجوره وشربه الخمر علنا حتى حدى به يوما أن صلى الصبح بالمسلمين وهو سكران ست ركعات ولما انفتل من صلاته توجه إلى المصلين وقال: هل أزيدكم؟ وقذف على منبر مسجد الكوفة ما في أحشائه.
ويبدو من ذلك أن معاوية كان هو المدير الفعلي لسياسة الدولة الإسلامية منذ أن أصحبت السلطة في
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»