الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ١٥٠
الصليبية، فكان بذلك شاهد عيان - يقول في مذكراته عن تلك الأيام متحدثا عن علاقة لويس التاسع بالمغول في الصفحة 84 من طبعة سنة 1968 التي عربها الدكتور حسن حبشي:
بينما كان الملك (لويس التاسع) مقيما في قبرص (كانون الأول سنة 1248) أنفذ إليه ملك التتار استعداده لمعاونة الملك في غزو الأرض المقدسة وتخليص بيت المقدس من أيدي المسلمين.
ولقد بالغ الملك في إكرام وفادة الرسل وأنفذ بالتاري سفارة من لدنه إلى ملك التتار عادت بعد عامين وأرسل معهم إليه خيمة على هيئة كنيسة وهي خيمة غالية لأنها مصنوعة بأكملها من القماش القرمزي الجميل الرائع، وأراد الملك أن يرى ما إذا كان في قدرته اجتذاب أولئك التتار للإيمان بديننا فأمر بنقش الخيمة بصورة تمثل بشارة سيدتنا العذراء بالمسيح وجميع أسس عقيدتنا. وأرسل الملك هذه الأشياء جميعها بصحبة أخوين من الجماعة المبشرين يعرفان لغة التتار ويستطيعان هداية المغول وتعليمهم السبيل إلى الإيمان.
ويتحدث (جدانفيل) بعد ذلك في الصفحة 217 عن عودة رسل لويس التاسع قائلا: كان عدد شعب هذا الأمير (التتاري) المسيحي كبيرا حتى لقد أنبأنا رسل الملك أنهم شاهدوا في معسكره ثمانمائة كنيسة صغيرة محمولة على عربات.
ثم يقول: ويوجد بين التتار كثير من المسيحيين الذين يعتنقون عقيدة الإغريق.
ويقول في الصفحة (218): نذكر ما فعله الإيلخان بعد تلقيه رسل الملك وهداياه من إرساله عهد أمان لجمع جميع الملوك الذين لم يدينوا بالطاعة بعد، فلما جاءوه أمر بنصب كنيسة الملك وخاطبهم بقوله: " أيها السادة، لقد بعث ملك فرنسا إلينا ملتمسا عطفنا للدخول في طاعتنا. وهاكم الجزية التي أنفذها إلينا فانظروها، فإذا لم تستسلموا لنا فإنا مرسلون في طلبه عليكم. وإذ ذاك أعلن أكثر الحاضرين استسلامهم للملك التتاري خوفا من الملك الفرنسي.
(١٥٠)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)، الجماعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»