الأخلاق الحسينية - جعفر البياتي - الصفحة ١٠٨
ويقول ويلكم هتكتم حرمتي * وتركتم الأسياف تنطف من دمي أمن العدالة صونكم فتياتكم * وحرائري تسبى كسبي الديلم؟!
كما أجاد الشريف الرضي رحمه الله حيث قال:
والماء تورده يعافير الفلا * وكبود أطفالي ظماء تضرم تالله لو ظفرت سراة الكفر في * رهطي لما ارتكبوا لذاك المعظم وخطبت زينب عليها السلام في أهل الكوفة، فقالت:
ويلكم يا أهل الكوفة! أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم؟ وأي كريمة له أبرزتم؟ وأي دم له سفكتم؟ وأي حرمة له انتهكتم؟ (1) وفي قصر يزيد قال السجاد (علي بن الحسين): أتأذن لي أن أرقى هذه الأعواد، فأتكلم بكلام فيه لله تعالى رضى، ولهؤلاء أجر وثواب؟ فأبى يزيد وألح الناس عليه، وما زالوا به حتى أذن له، فخطب عليه السلام خطبة بليغة جاء فيها: أيها الناس! من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي. أيها الناس! أنا ابن مكة ومنى، أنا ابن زمزم والصفا، أنا ابن من حمل الركن بأطراف الردا، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى، وخير من طاف وسعى، وحج ولبى، أنا ابن من حمل على البراق وبلغ به جبرئيل سدرة المنتهى، فكان من ربه قاب قوسين أو أدنى، أنا ابن من صلى بملائكة السما، أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى...) وهو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وما زال يقول أنا يعرف نفسه ويذكر الناس حتى ضجوا بالبكاء، وخشي يزيد الفتنة فأمر المؤذن أن يؤذن، فلما وصل المؤذن إلى: أشهد أن محمدا رسول

١ - أمالي الطوسي. وأمالي ابن الطوسي. واللهوف. ومثير الأحزان، لابن نما. والاحتجاج، والمناقب.
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست