أسباب استمرار الأحفاد على الاختفاء 1 - استمرار الظلم:
بعد أن انتهينا من بيان أصل الموضوع والذي اقتصر على ترجمة أولاد الإمام الباقر (ع) وقلنا فيما مضى من الحديث أن الإمام الباقر قد أعقب عددا كبيرا من الأولاد وذكرنا أن أولاده (ع) كانوا من المعقبين بخلاف ما ذهب إليه المشهور من أنهم درجوا جميعا إلا الإمام الصادق (ع). وقدمنا هناك دراسة مختصرة عن الظروف الأمنية التي حكمت تلك الفترة الزمنية كتمهيد للقول بأن سبب ضياع أخبار أولاد الإمام (ع) هي علل مختلفة حملتها الأيام. أحببت أن أعود إلى تذكرة تلك العلل لإلقاء نظرة أخرى عليها تأكيدا لوجودها وتقريبا لكيفية تأثيرها، واستمرار ذلك التأثير لأجيال عديدة إذ ربما يقال: إنه إذا كان أولاد الإمام الصلبيون معذورين في تعريف أنفسهم فلماذا اقتفى الأحفاد أثر الأجداد في ذلك ولم يظهروا أنفسهم في الوسط الاجتماعي لتشملهم لفتة قلم واحد على الأقل إحياء لذكرهم؟ أقول:
إن تتبع موقف السلطات من العلويين منذ بداية الحكم الأموي وحتى نهاية الحكم العباسي يدل بوضوح على استمرار العداء الموروث في الخلفاء ضد هذا البيت الطاهر والسبب في ذلك واضح، فالمسلمون كما هو معلوم منقسمون على أنفسهم مذاهب وفرق. وجمع كبير من هؤلاء المسلمين هم المعروفون بالشيعة الذين يرون أن الخلافة كانت بنص من النبي (ص). وأنه (ص) نص على خلافة الإمام علي بن