أبي طالب (ع)، فشايعوا عليا (ع) وسموا الشيعة. هذه الطائفة الكبيرة من المسلمين يرون الخلافة والحكومة حق مسلم للإمام علي (ع) وأولاده المنصوص عليهم بالخلافة الإلهية ولذلك رفضوا ومنذ يوم السقيفة خلافة غيرهم. فلما جاء الأمويون ومن بعدهم العباسيون لم يتغير موقف الشيعة من الحكومتين فكانت الشيعة هي جبهة المعارضة الرئيسية للقوى الحاكمة لذلك شمرت القوتان عن ساعد الجد وجاهدتا هذه الطائفة جهادا عظيما هذا من جهة ومن جهة أخرى ترى الشيعة وبحكم قوله تعالى {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} إن مودة أهل البيت واجب ديني كالصوم والصلاة ففرضت على نفسها هذه المودة ولما كان ولد فاطمة الزهراء عليها السلام هم المصداق البارز ولهم المقام الأول باعتبار أولادها أولاد الرسول (ص) فقد أخذوا السبق على غيرهم من أقرباء الرسول (ص). ولهذا السبب توجهت عناية الشيعة إلى أبناء الإمام علي (ع) يلتفون حولهم أينما كانوا ويقدمونهم على أنفسهم في كل موقف وكان بعض أولاد الإمام علي (ع) يستغلون أحيانا الفرص للمبادرة إلى إصلاح اعوجاج أحدثه السلطان بعد أن اطمأنوا أن القوة التفت حولهم. فثاروا، وسرعان ما قصدهم خليفة فاستأصلهم. لهذا السبب بات الخلفاء يحذرون أبناء الإمام علي (ع) من دون تمييز للثائر منهم وغير الثائر. ولربما كانوا في ضيق و حرج من صرف وجودهم أحياء. ولذا نرى حمق بعض الخلفاء بتخطيطه لإبادتهم سواء في العصر الأموي أو العباسي. وكانت هذه المسألة بالنسبة للسلطات الحاكمة هي (القصة التي لا تنتهي) ولهذا قلنا أن نصيب الأحفاد من الأمن في ظل الحكام لم يكن بأقل من نصيب
(١٨٢)