أضواء على عقائد الشيعة الإمامية - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٦٩٥
أوليس الأولى لنا ألا نقسم رحمة ربنا وعذابه وجحيمه بيننا كما قسمه الإسكندري في تعليقته على الكشاف، ونتركه إلى الله سبحانه فهو أعلم بمن هو في لظى أو شفة منها، أو قريب من الجنة: {أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمت ربك خير مما يجمعون} (1).
* * * الثاني: أن أكثر الباحثين في الرؤية يبحثون في مفهوم الرؤية لغة، ويحشدون كلمات أهل اللغة من القدامى والجدد، كما أنهم يبحثون في واقع الرؤية علميا، وهل هي بسقوط الشعاع من العين على الأشياء أو بالعكس، مع أنا في غنى عن هذه المباحث، إذ ليس البحث في المقام عن لغة الرؤية ولا في واقعها العلمي، وإنما البحث في أمر اختلفت فيه كلمة الأمة، ألا وهو رؤية الله تعالى بالعين في الآخرة، وليس البحث في هذا الإطار متوقفا على دراسة مفهوم الرؤية وواقعها، وليس مفهومها أمرا مبهما حتى نستمد في تفسيرها من كتب اللغة.
وإن شئت قلت: إن البحث كلامي مركز على إمكان رؤية الله بالعين في الآخرة وعدمه.
نعم، من أراد الاستدلال على الجواز ببعض الأحاديث الماضية من أنكم سترون ربكم يوم القيامة... وشككنا في معنى الرؤية، كان البحث عن مفهومها أمرا صحيحا، وقد سبق منا أن محل النزاع هو إمكان الرؤية بالعين التي نرى بها الأشياء في الدنيا، وأما الرؤية بحاسة سادسة أو بالقلب أو بالرؤيا فليس مطروحا في المقام، ولذلك استغنينا عن نقل كلمات أصحاب المعاجم كالعين للخليل،

(٦٩٥)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، الغنى (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 690 691 692 693 694 695 696 697 698 699 700 ... » »»