أضواء على عقائد الشيعة الإمامية - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٤٧٦
مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وليس لنا شئ، فقلنا: ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك، ثم رخص لنا أن تنكح المرأة بالثوب إلى أجل معين، ثم قرأ علينا: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين " (1). (2) 4 - عمران بن حصين، أخرج البخاري في صحيحه عنه، قال: نزلت آية المتعة في كتاب الله، ففعلناها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولم ينزل قرآن يحرمها، ولم ينه عنها حتى مات. قال رجل برأيه ما شاء (3).
أخرج أحمد في مسنده عن أبي رجاء عن عمران بن حصين، قال: نزلت آية المتعة في كتاب الله وعملنا بها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلم تنزل آية تمنعها، ولم ينه عنها النبي (صلى الله عليه وآله) حتى مات (4).
5 - كما أن الخليفة العباسي المأمون أوشك أن ينادي في أيام حكمه، بتحليل المتعة إلا أنه توقف خوفا من الفتنة وتفرق المسلمين. قال ابن خلكان، نقلا عن محمد بن منصور: قال: كنا مع المأمون في طريق الشام فأمر فنودي بتحليل المتعة، فقال يحيى بن أكثم لي ولأبي العيناء: بكرا غدا إليه فإن رأيتما للقول وجها فقولا، وإلا فاسكتا إلى أن أدخل، قال: فدخلنا عليه وهو يستاك ويقول وهو مغتاظ:
متعتان كانتا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى عهد أبي بكر - رضي الله عنه - وأنا أنهى عنهما، ومن أنت يا جعل حتى تنهى عما فعله رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبو بكر - رضي الله عنه -؟! فأومأ أبو العيناء إلى محمد بن منصور وقال: رجل يقول: من عمر بن الخطاب، نكلمه نحن؟ فأمسكنا، فجاء يحيى بن أكثم فجلس وجلسنا، فقال

(١) المائدة: ٨٧.
(٢) صحيح البخاري، كتاب النكاح ٧: ٤، الباب ٨: الحديث ٣.
(٣) صحيح البخاري ٦: ٢٧، كتاب التفسير، تفسير قوله تعالى: {فمن تمتع بالعمرة إلى الحج} من سورة البقرة.
(4) مسند أحمد، ولاحظ مسائل فقهية للسيد شرف الدين: 70.
(٤٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 ... » »»