أضواء على عقائد الشيعة الإمامية - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٤٩
فيه من اللهو ثم الحرب بينه وبين المأمون، حتى قتل فلم يحدث على أحد منهم في أيامه حدث.
7 - وتولى الحكم بعده المأمون، وكان من أقوى الحكام العباسيين بعد أبيه الرشيد. فلما رأى المأمون إقبال الناس على العلويين وعلى رأسهم الإمام الرضا، ألقى عليه القبض بحيلة الدعوة إلى بلاطه، ثم دس إليه السم فقتله.
8 - مات المأمون سنة (210 ه‍) وجاء إلى الحكم ابنه المعتصم فسجن محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب إلا أنه استطاع الفرار من سجنه.
9 - ثم تولى الحكم بعده الواثق الذي قام بسجن الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام) ودس له السم بيد زوجته الأثيمة أم الفضل بنت المأمون.
10 - وولي الحكم بعد الواثق المتوكل، وإليك نموذجا من حقده على آل البيت وهو ما ذكره أبو الفرج قال: كان المتوكل شديد الوطأة على آل أبي طالب، غليظا في جماعتهم، شديد الغيظ والحقد عليهم، وسوء الظن والتهمة لهم. واتفق له أن عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزيره يسئ الرأي فيهم، فحسن له القبيح في معاملتهم، فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله، وكان من ذلك أن كرب (1) قبر الحسين وعفى آثاره، ووضع على سائر الطرق مسالح له لا يجدون أحدا زاره إلا أتوه به وقتله أو أنهكه عقوبة.
وقال: بعث برجل من أصحابه (يقال له الديزج وكان يهوديا فأسلم) إلى قبر الحسين وأمره بكرب قبره ومحوه وإخراب ما حوله، فمضى ذلك فخرب ما حوله، وهدم البناء وكرب ما حوله مائتي جريب، فلما بلغ إلى قبره لم يتقدم إليه أحد، فأحضر قوما من اليهود فكربوه، وأجرى الماء حوله، ووكل به مسالح، بين كل

(1) الكرب: إثارة الأرض للزرع.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»