أضواء على عقائد الشيعة الإمامية - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٨٩
وروى ابن شهرآشوب في المناقب نحوه إلا أنه قال: " يتوارى خلف الجدار ويتوقى أعين الجار "، وقال: فلما سمعت هذا القول منه نبل في عيني، وعظم في قلبي. وقال في آخر الحديث: فقلت: {ذرية بعضها من بعض} (1). (2) 5 - روى أبو الفرج الأصفهاني: حدثنا يحيى بن الحسن قال: كان موسى بن جعفر إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرة دنانير. وكانت صراره ما بين الثلاثمائة وإلى المائتين دينار، فكانت صرار موسى مثلا.
وقال: إن رجلا من آل عمر بن الخطاب كان يشتم علي بن أبي طالب إذا رأى موسى بن جعفر، ويؤذيه إذا لقيه، فقال له بعض مواليه وشيعته: دعنا نقتله، فقال:
" لا " ثم مضى راكبا حتى قصده في مزرعة له فتواطأها بحماره، فصاح: لا تدس زرعنا.
فلم يصغ إليه وأقبل حتى نزل عنده، فجلس معه وجعل يضاحكه، وقال له:
" كم غرمت على زرعك هذا "؟ قال: مائة درهم. قال: " كم ترجو أن تربح "؟ قال:
لا أدري. قال: " إنما سألتك كم ترجو ". قال: مائة أخرى. قال: فأخرج ثلاثمائة دينار فوهبه له، فقام فقبل رأسه، فلما دخل المسجد بعد ذلك وثب العمري فسلم عليه وجعل يقول: الله أعلم حيث يجعل رسالته.
وكان بعد ذلك كلما دخل موسى خرج وسلم عليه ويقوم له، فقال موسى لجلسائه الذين طلبوا قتله: " أيما كان خيرا ما أردتم أو ما أردت " (3).
6 - حكي أن الرشيد سأله يوما: كيف قلتم: نحن ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنتم بنو علي، وإنما ينسب الرجل إلى جده لأبيه دون جده لأمه؟ فقال الكاظم (عليه السلام): " أعوذ

(١) آل عمران: ٣٤.
(٢) تحف العقول ٣٠٣، المناقب لابن شهرآشوب ٤: ٣١٤.
(٣) مقاتل الطالبيين: ٤٩٩ - 500، تاريخ بغداد 28.
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»