إحدى ثلاث خصال: إما مصل، وإما صائم، وإما يقرأ القرآن، وما رأت عين، ولا سمعت أذن، ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علما وعبادة وورعا (1).
وعن عمرو بن بحر الجاحظ (مع عدائه لأهل البيت): جعفر بن محمد الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه، ويقال: إن أبا حنيفة من تلامذته، وكذلك سفيان الثوري، وحسبك بهما في هذا الباب (2).
مناقبه (عليه السلام) وأما مناقبه وصفاته فتكاد تفوق عد الحاصر، ويحار في أنواعها فهم اليقظ الباصر، حتى أن من كثرة علومه المفاضة على قلبه من سجال التقوى، صارت الأحكام التي لا تدرك عللها، والعلوم التي تقصر الأفهام عن الإحاطة بحكمها، تضاف إليه وتروى عنه (3).
وقال ابن الصباغ المالكي: كان جعفر الصادق (عليه السلام) من بين إخوته خليفة أبيه، ووصيه، والقائم بالإمامة من بعده، برز على جماعة بالفضل، وكان أنبههم ذكرا وأجلهم قدرا، نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صيته وذكره في البلدان، ولم ينقل العلماء عن أحد من أهل بيته ما نقلوا عنه من الحديث.
إنك إذا تتبعت كتب التاريخ والتراجم والسير تقف على نظير هذه الكلمات وأشباهها، كلها تعرب عن اتفاق الأمة على إمامته في العلم والقيادة الروحية، وإن