أضواء على عقائد الشيعة الإمامية - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٨٧
1 - روى الخطيب في تاريخ بغداد بسنده قال: حج هارون الرشيد فأتى قبر النبي (صلى الله عليه وآله) زائرا، وحوله قريش ومعه موسى بن جعفر، فلما انتهى إلى القبر قال:
السلام عليك يا رسول الله يا بن عمي - افتخارا على من حوله - فدنا موسى بن جعفر فقال: " السلام عليك يا أبة " فتغير وجه الرشيد وقال: هذا الفخر يا أبا الحسن حقا! (1).
2 - ذكر الزمخشري في ربيع الأبرار: أن هارون كان يقول لموسى بن جعفر: يا أبا الحسن خذ فدكا (2) حتى أردها عليك، فيأبى، حتى ألح عليه فقال: " لا آخذها إلا بحدودها " قال: وما حدودها؟ قال: " يا أمير المؤمنين إن حددتها لم تردها "، قال: بحق جدك إلا فعلت، قال: " أما الحد الأول فعدن " فتغير وجه الرشيد وقال:
هيه، قال: " والحد الثاني سمرقند " فأربد وجهه، قال: " والحد الثالث إفريقية " فاسود وجهه وقال: هيه، قال: " والرابع سيف البحر مما يلي الخزر وإرمينية "، قال الرشيد: فلم يبق لنا شئ، فتحول في مجلسي، قال موسى (عليه السلام): " قد أعلمتك أني إن حددتها لم تردها ".
فعند ذلك عزم على قتله (3).
3 - كان يصلي نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح ثم يعقب حتى تطلع الشمس

(1) وفيات الأعيان 5: 309.
(2) قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة، أفاءها الله تعالى على رسوله (صلى الله عليه وآله) صلحا سنة سبع من الهجرة، وأعطاها رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى ابنته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (عليها السلام)، وكانت ملكا لها في حياته تستفيد من خيراتها، إلا أن أبا بكر حرمها منها، فاغتاظت منه الزهراء وحاججته في ذلك الأمر لكنه أبى، وبقيت فدك هكذا حتى ردها الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز إلى أبناء فاطمة (عليها السلام) ثم نزعها منهم يزيد ابن عبد الملك، فلم تزل في أيدي الأمويين حتى ولي العباسيون فدفعها أبو العباس السفاح إلى الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب، ثم أخذها المنصور، ثم أعادها ولده المهدي، ثم أخذها موسى الهادي، إلى أن ولي المأمون فأعادها إليهم.
(3) ربيع الأبرار 1: 315.
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»