أحاديث فدك في مصادر الفريقين - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٤٨
أخرجه ابن حبان في " الصحيح " (14 / 575) ح / 6608 أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة اللخمي بعسقلان، حدثنا ابن أبي السري، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، أخبرني مالك بن أوس ابن الحدثان، قال: أرسل إلي عمر بن الخطاب فقال: إنه حضر المدينة أهل أبيات من قومك، وإنا قد أمرنا لهم برضخ فأقسمه بينهم، فقلت: يا أمير المؤمنين أؤمر بذلك غيري، فقال: اقبض أيها المرء قال: فبينا أنا كذلك إذ جاءه مولاه يرفأ فقال: هذا عثمان، وعبد الرحمان بن عوف وسعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام قال: ولا أدري أذكر طلحة أم لا؟ يستأذنون عليك، قال:
ائذن لهم قال: ثم مكث ساعة، ثم جاء فقال: العباس وعلي يستأذنان عليك، فقال: ائذن لهما، فلما دخل العباس، قال:
يا أمير المؤمنين: اقض بيني وبين هذا، هما حينئذ يختصمان فيما أفاء الله على رسوله من أموال بني النضير فقال القوم: اقض بينهما يا أمير المؤمنين، وأرح كل واحد منهما من صاحبه، فقد طالت خصومتهما، فقال عمر: أنشدكما الله الذي بإذنه تقوم السماوات والأرض، أتعلمون أن رسول الله قال: " لا نورث ما تركنا صدقة؟ قالوا: قد قال ذاك، ثم قال لهما مثل ذلك فقالا:
نعم قال: فإني أخبركم عن هذا الفئ إن الله جل وعلا خص نبيه بشئ لم يعطه غيره فقال: وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ".
فكانت هذه لرسول الله خاصة، والله ما حازها دونكم ولا استأثرها عليكم، لقد قسمها بينكم، وبثها فيكم حتى بقي ما بقي من المال، فكان ينفق على أهله سنة وربما قال معمر:
يحبس منها قوت أهله سنة، ثم يجعل ما بقي مجعل مال الله، فلما قبض الله رسوله قال أبو بكر: أنا أولى برسول الله بعده، أعمل فيها ما كان يعمل، ثم أقبل على علي والعباس عليهما السلام قال:
" وأنتما تزعمان أنه كان فيها ظالما فاجرا ".
والله يعلم أنه صادق بار تابع للحق، ثم وليتهما بعد أبي بكر سنتين من أمارتي، فعملت فيها بمثل ما عمل فيها رسول الله وأبو بكر " وأنتما تزعمان أني فيها ظالم فاجر " والله يعلم أني فيها صادق بار تابع للحق، ثم جئتماني جاءني هذا يعني العباس يبتغي ميراثه من ابن أخيه، وجاءني هذا يعني عليا (ع) يسألني ميراث امرأته فقلت لكما: إني سمعت رسول الله يقول: " لا نورث ما تركنا صدقة " ثم بدا لي أن أدفعه إليكما فأخذت عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل فيها رسول الله وأبو بكر وأنا ما وليتها، فقلتما: أدفعها إلينا على ذلك، تريدان مني قضاء غير هذا، والذي بإذنه تقوم السماوات والأرض لا أقضي بينكما فيها بقضاء غير هذا إن كنتما عجزتما عنها، فادفعاها إلي...
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»