أحاديث فدك في مصادر الفريقين - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٤٩
أخرجه الطبراني في " مسند الشامين " (4 / 256) ح / 3220 حدثنا أبو زرعة، ثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان البصري أن عمر بن الخطاب دعاه بعد ما ارتفع النهار قال: فدخلت عليه فإذا هو جالس على رمال سرير ليس بينه وبين الرمال فراش متكئا على وسادة من أدم فقال: يا أبا مالك، فإنه قد قدم من قومك أهل أبيات حضروا المدينة، وقد أمرت لهم برضخ فاقبضه فأقسمه بينهم. فقلت: يا أمير المؤمنين لو أمرت بذلك غيري؟ قال: أقسمت اقبضه أيها المرء فبينا أنا عنده إذ جاء حاجبه يرفأ فقال: هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد يستأذنون؟ قال: أدخلهم في، فلبث قليلا فقال: هل لك في علي وعباس عليهما السلام يستأذنان؟
قال: ائذن لهما فقال العباس: يا أمير المؤمنين! اقض بيننا، وهما يختصمان في البواقي التي أفاء الله على رسوله من أموال بني النضير، فاستبا عند عمر فقال الرهط:
الذين عنده: يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر فقال عمر: أنشدكم الله الذي بإذنه تقوم - السماوات والأرض - هل تعلمون أن رسول الله قال:
" لا نورث ما تركنا صدقة " يريد بذلك نفسه فقالوا: قد قال ذلك فأقبل عمر على علي وعباس فقال: " أنشدكما بالله أتعلمان أن رسول الله قال ذلك؟ قالا: نعم. فإني أخبركم عن هذا الأمر إن الله تعالى خص رسوله من هذا الفئ بشئ لم يعطه أحدا غيره فقال وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله من يشاء... والله على كل شئ قدير " فكانت هذه خالصة لرسول الله فما أحرزها دونكم ولا استأثر بها عليكم، أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال، فكان رسول الله ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثم يأخذ ما بقي فيجعله في الله فعمل بذلك رسول الله حياته ثم توفي رسول الله فقال أبو بكر: أنا ولي رسول الله فقبض أبو بكر فعمل فيه بما عمل فيه رسول الله وأنتما حينئذ وأقبل على علي والعباس تذكران أن أبا بكر قال فيه كما تقولان والله يعلم أنه فيها صادق ورشيد وتابع للحق، ثم توفي أبو بكر فقلت: أنا ولي رسول الله وولي أبي بكر فقبضته سنين من أمارتي أعمل فيه با عمل فيه رسول الله و عمل فيه أبو بكر، ثم جئتماني
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»