أخرجه البخاري في " صحيحه " (1 / 435) ح / 3094 حدثنا إسحاق بن محمد الغروي، حدثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان - وكان محمد بن جبير ذكر لي ذكرا من حديثه ذلك.
فانطلقت حتى أدخل على مالك بن أوس فسألته عن ذلك الحديث - فقال: بينما أنا جالس في أهلي حين متع النهار إذ رسول عمر بن الخطاب يأتيني فقال: أجب أمير المؤمنين فانطلقت معه حتى أدخل على عمر، فإذا هو جالس على رمال سرير ليس بينه وبينه فراش متكئ على وسادة من أوم، فتسلمت عليه ثم جلست فقال: يا مالك!
إنه قدم علينا من قومك أهل أبيات وقد أمرت فيهم برضخ فاقبضه فاقسمه بينهم فقلت: يا أمير المؤمنين لو أمرت له غيري قال: فاقبضه أيها المرد. فبينما أنا جالس عنده أتاه حاجبه يرفأ فقال: هل لك في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد ابن أبي وقاص يستأذنون؟ قال: نعم. فأذن لهم، فدخلوا فسلموا وجلسوا ثم جلس يرفأ يسيرا، ثم قال: هل لك في علي وعباس؟ قال: نعم. فأذن لهما، فدخلا، فسلما فجلسا فقال عباس: يا أمير المؤمنين: إقض بيني وبين هذا، وهما يختصمان فيما أفاء الله على رسوله من بني النضير فقال، الرهط: عثمان وأصحابه - يا أمير المؤمنين! إقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر فقال عمر: تيدكم أنشدكم الله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله قال: " لا نورث ما تركنا صدقة " يرد رسول الله نفسه قال الرهط: قد قال ذلك. فأقبل عمر على علي وعباس عليهما السلام فقال: أنشدكما الله أتعلمان أن رسول الله قد قال ذلك قال: قد قال ذلك قال عمر: فإني أحدثكم عن هذا الأمر أن الله قد خص رسوله في هذا الفئ بشئ لم يعطه أحدا غيره ثم قراء " وما أفاء الله على رسوله منهم إلى قوله قدير " فكانت هذه خالصة لرسول الله والله ما احتازها دونكم ولا أستأثر بها عليكم قد أعطاكموه وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال، فكان رسول الله ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله، فعمل رسول الله بذلك حياته، أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك؟ قالوا: نعم، ثم قال لعلي وعباس أنشدكما الله هل تعلمان ذلك؟ قال عمر: ثم توفي الله نبيه فقال أبو بكر: أنا ولي رسول الله فقبضها أبو بكر فعمل فيها بما عمل رسول الله والله يعلم أنه فيها صادق بار راشد تابع للحق. ثم توفى الله أبا بكر فكنت أنا ولي أبي بكر فقبضتها سنتين من إمارتي أعمل فيها بما عمل رسول الله وما عمل فيها أبو بكر والله يعلم أني فيها لصادق بار راشد تابع للحق.
ثم جئتماني تكلماني وكلمتكما واحدة وأمركما واحد..