أخرجه ابن حبان في " الصحيح " (11 / 0152) ح / 4823 أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي الحمصي، قال: حدثنا عمرو ابن عثمان بن سعيد، قال: حدثني أبي، عن شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، قال: حدثني عروة بن الزبير، أن عائشة أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله فيما أفاء الله على رسوله وفاطمة رضوان الله عليها حينئذ تطلب صدقة رسول الله التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر قالت عائشة: فقال أبو بكر: إن رسول الله قال: " لا نورث ما تركنا صدقة " إنما يأكل آل محمد من هذا المال ليس لهم أن يزيدوا على المأكل، وإني والله لا أغير شيئا من صدقات رسول الله عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله ولأعملن فيها بما عمل فيها رسول الله فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة الزهراء سلام الله عليها منها شيئا.
فوجدت فاطمة على أبي بكر من ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله ستة أشهر، فلما توفيت دفنها علي ابن أبي طالب رضوان الله عليه ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر و فصلى عليها علي وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت فاطمة عليها السلام انصرفت وجوه الناس عن علي حتى أنكرهم، ففرع علي (ع) عند ذلك إلى مصالحة أبي بكر و مبايعته، ولم يكن بايع تلك الأشهر، فأرسل إلى أبي بكر أن أتنا ولا يأتنا معك أحد، وكره علي أن يشهدهم عمر لما يعلم من شدة عمر عليهم، فقال عمر لأبي بكر: والله لا تدخل عليهم وحدك فقال أبو بكر:
وما عسى أن يفعلوا بي والله لآتينهم فدخل أبو بكر فتشهد علي ثم قال:
إنا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك وما أعطاك الله وإنا لم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك ولكنك استبددت علينا بالأمر وكنا نرى لنا حقا وذكر قرابتهم من رسول الله وحقهم فلم يزل يتكلم حتى فاضت عينا أبي بكر، فلما تكلم أبو بكر قال: والذي نفسي بيده:
لقرابة رسول الله أحب إلي أن أصل من قرابتي، وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الصدقات فإني لم آل فيها، عن الخير، وأني لم أكن لأترك فيها أمرا رأيت رسول الله يصنع فيها إلا صنعته. قال علي (ع): موعدك العشية للبيعة، فلما أن صلى أبو بكر صلاة الظهر، ارتقى على المنبر، فتشهد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه ثم استغفروا تشهد علي.. وقال:
" ولكنا كنا نرى لنا في هذا الأمر نصيبا واستبد علينا فوجدنا في أنفسنا "..
إسناده صحيح رجاله من رجال الصحيحين إلا عمرو بن عثمان وأبوه و هما ثقتان من رجال الأربعة. والحديث صحيح متفق عليه: