أخرجه البخاري في " الجامع الصحيح " (2 / 609) ح / 4241 حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة.
أن فاطمة صلاة الله وسلامه عليها بنت النبي أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر: إن رسول الله قال: " لا نورث ما تركنا صدقة " إنما يأكل آل محم في هذا المال وأني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله فأبي أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة سلام الله عليها منها شيئا " فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت " وعاشت بعد رسول الله ستة أشهر.
" فلما توفيت دفنها زوجها علي عليه السلام ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر، وصلى عليها، وكان لعلي عليه السلام من الناس وجه حياة فاطمة عليها السلام، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته، ولم يكن يبايع تلك الأشهر، فأرسل إلى أبي بكر أن أتينا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر فقال عمر: لا والله لا تدخل عليهم وحدك فقال أبو بكر:
وما عسيتهم أن يفعلوا بي والله لآتينهم، فدخل عليهم أبو بكر، فتشهد علي فقال: إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله ولم ننفس عليك خيرا، ساقه الله إليك.
" ولكن استبددت علينا بالأمر، وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله نصيبا " حتى فاضت عينا أبي بكر، فلما تكلم أبو بكر قال: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله أحب إلي أن أصل من قرابتي وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيها عن الخير ولم أترك أمرا رأيت رسول الله يصنعه فيها إلا صنعته فقال علي لأبي بكر: موعدك العشية للبيعة، فلما صلى أبو بكر الظهر رقي المنبر فتشهد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره الذي اعتذر إليه ثم استغفر وتشهد علي فعظم حق أبي بكر وحدث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر، ولا إنكارا للذي فضله الله به، " ولكنا كنا نرى لنا في هذا الأمر نصيبا فاستبد علينا فوجدنا في أنفسنا ".
فسر بذلك المسلمون وقالوا: أصبت وكان المسلمون إلى علي قريبا حين راجع الأمر بالمعروف: