رسالتان في البداء - البلاغي ، الخوئي - الصفحة ٣٤
والإعطاء، فقد جرى فيها قلم التقدير ولا يمكن فيها التغيير (2).
ومن الغريب أنهم - قاتلهم الله - التزموا بسلب القدرة عن الله، ولم يلتزموا بسلب القدرة عن العبد، مع أن الملاك في كليهما واحد، فقد تعلق العلم الأزلي بأفعال الله تعالى، و بأفعال العبيد على حد سواء.
موقع البداء عند الشيعة:
ثم إن البداء الذي تقول به الشيعة الإمامية إنما يقع في القضاء غير المحتوم، أما المحتوم منه فلا يتخلف، ولا بد من أن تتعلق المشيئة بما تعلق به القضاء.
وتوضيح ذلك أن القضاء على ثلاثة أقسام :

٢ - وهذه بعض الأخبار الدالة على مشيئة الله تعالى في خلقه:
روى الصدوق في كتابي " التوحيد " و " معاني الأخبار " بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام، أنه قال في قول الله عزو جل: " وقالت اليهود يد الله مغلولة ": لم يعنوا أنه هكذا، ولكنهم قالوا: قد فرغ من الأمر، فلا يزيد ولا ينقص.
فقال الله جل جلاله تكذيبا لقولهم " غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء " ألم تسمع الله عز وجل يقول: " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ". [التوحيد ١٦٧ ح ١، معاني الأخبار: ١٨ ح ١٥].
وروى العياشي، عن يعقوب بن شعيب، و عن حماد، عن أبي عبد الله عليه السلام، نحو ذلك . [تفسير العياشي ١ / ٣٣٠ ح ١٤٦ و ١٤٧].
هذه الروايات وغيرها - مما نذكره في هذه الرسالة - موجودة في كتاب البحار لشيخنا المجلسي، 4 / 92 - 134 (ج 2 ص 131 - 142 ط كمباني).
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»