نظرة في كتاب البداية والنهاية - الشيخ الأميني - الصفحة ١١٨
3 - وأما حديث بلوغ البناء السلع فإفك مفترى على أبي ذر، وقد جاء في مستدرك الحاكم 3 / 344، وذكره البلاذري كما مر في ص 293 (1) ورآه سبب خروج أبي ذر إلى الشام بإذن عثمان،
(١) روى البلاذري: لما أعطى عثمان مروان بن الحكم ما أعطاه، وأعطى الحارث بن الحكم بن أبي العاص ثلاثمائة ألف درهم، وأعطي زيد بن ثابت الأنصاري مائة ألف درهم جعل أبو ذر يقول: بشر الكانزين بعذاب أليم ويتلو قول الله عز وجل: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم).
فرفع ذلك مروان بن الحكم إلى عثمان فأرسل إلى أبي ذر ناتلا مولاه أن انته عما يبلغني عنك، فقال: أينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله، وعيب من ترك أمر الله، فوالله لأن أرضي الله بسخط عثمان أحب إلي وخير لي من أن أسخط الله برضاه.
فأغضب عثمان ذلك واحفظه فتصابر وكف.
وقال عثمان يوما: أيجوز للإمام أن يأخذ من مال، فإذا أيسر قضى، فقال كعب الأحبار: لا بأس بذلك، فقال أبو ذر: يا ابن اليهوديين أتعلمنا ديننا، فقال عثمان: ما أكثر أذاك لي وأولعك بأصحابي، إلحق بمكتبك، وكان مكتبه بالشام إلا أنه كان يقدم حاجا ويسأل عثمان الإذن له في مجاورة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيأذن له في ذلك، وإنما صار مكتبه بالشام لأنه قال لعثمان حين رأى البناء قد بلغ سلعا إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إذا بلغ البناء سلعا فالهرب، فأذن لي آتي الشام فأغزو هناك، فأذن له. المؤلف (رحمه الله) انظر أنساب الأشراف: القسم الرابع، الجزء الأول: 542 (بتحقيق إحسان عباس)