لأن الله - وهو أجل من جميع المخلوقات - مختف عن أبصارنا كما يدل قوله عز وجل:
[لا تدركه الأبصار] (1)، وهو أقدر من الإمام على رفع الظلم لأنه مستجمع لجميع الصفات الكمالية، ومع ذلك كله لا يرفع الظلم والمناكير والفواحش من الناس، فيقال: - تقدس شأنه عن ذلك كله وتعالى -: ما الفائدة في أن الله تعالى مختف عاجز لا يقدر على رفع الظلم؟!
وأما ما قال: زعم الشيعة (1) أنه غاب في السرداب بسر من رأى والحرس عليه سنة مائتين واثنتين وستين و (2) أنه صاحب السيف القائم المنتظر قبل قيام الساعة، و (3) له قبل قيامه غيبتان إحداهما أطول من الأخرى، و (4) عندهم الإمامة محصورة في هؤلاء الاثني عشر، و (5) وهم الذين يوجبون العصمة لهم.
فنقول: إن مثل هذا الكاتب الكبير، لا يحسن به أن ينسى أو يتناسى ما يذهب إليه جماعته، وأهل مذهبه، فإن أعاظم علماء أهل السنة شار كونا في الأربعة الأخيرة.
وأما الزعم الأول: فلا أدري من أين أثبت أنه من رأي الإمامية ومذهبهم وهو ما لا يذهب إليه أحد منهم (*)، وعلى كل تقدير فليس هو من الأصول في المذهب، والشؤون الكبيرة من الباب، لأن الشأن كله في إثبات غيبته سواء كانت في السرداب أو غيره.