مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٥٨
وعن والدي، وولدي وعني من الصلوات والتحيات إلى آخره وبضميمة ما ورد من النيابة عن الأحياء في الزيارات، ودعواتها والحج، والطواف ونحوها، تحصل حسن النيابة في الدعاء لمولانا صاحب الزمان (عليه السلام) وقراءة الدعوات المأثورة في حقه بل سائر أصناف الدعوات عن أحياء المؤمنين والمؤمنات، ولا سيما ذوي الحقوق والقرابات كما ثبت رجحان النيابة في ذلك كله عن الأموات وبذلك يدرك الحي والميت والنائب والمنوب عنه أزواجا من الفوائد والمثوبات.
فإن قلت: إن حديث عبد الله بن جندب ليس صريحا في النيابة بل يحتمل أن يكون المراد فيه إهداء ثواب البر والصلة والصلاة.
قلت: الظاهر أن صدر السؤال كان سؤالا عن الإهداء، وقوله: أو يفردهما " الخ، " كان سؤالا عن النيابة، وهذا واضح بأدنى تأمل إن شاء الله تعالى.
الثامن عشر: قد تبين مما ذكرنا في الأمرين السابقين أن الدعاء، في حق مولانا صاحب الزمان، ومسألة تعجيل فرجه وظهوره نيابة عن أهل الإيمان، يوجب فوائد زائدة على ما قدمناه من صنوف الفائدة.
منها: تضاعف المكارم والفوائد المذكورة بمقتضى ما سمعت من الروايات المأثورة.
ومنها: أنه إحسان إليهم، ووسيلة لرفع العذاب عن موتاهم أو زيادة الثواب لهم كما عرفت.
ومنها: أنه أكد في استباق زمان فرجه وظهوره صلوات الله عليه، لأنه بمنزلة اتفاقهم في الدعاء لذلك وقد تبين لك مما أسلفناه أن الاتفاق في ذلك الدعاء مما يوجب استباق الفرج والظهور إن شاء الله تعالى.
التاسع عشر: يستحب الدعاء لأوليائه وأنصاره، لعموم ما ورد في الحث والترغيب إلى الدعاء للمؤمنين والمؤمنات، ولأنه إعانة على البر والتقوى ولورود ذلك في الدعوات المأثورة عنهم (عليهم السلام) كما مر وسنذكر شطرا منها في المقصد الثالث إن شاء الله تعالى.
المتمم للعشرين: الدعاء لهلاك أعدائه وطلب خذلانهم كما ورد في الأدعية المروية واللعن عليهم لأنه مقتضى التبري منهم، وللتأسي بالله تعالى، وبرسوله وبالأئمة ولما ورد في الروايات من الحث والترغيب في ذلك:
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»