مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٥٣
مطلق الدعاء لا ضير فيه للأصل ولعمومات الأمر بالدعاء كما لا يخفى.
الحادي عشر: قد ظهر مما ذكرنا آنفا أنه لا يجوز الزيادة في الدعوات المروية بقصد الورود لأنها تشريع وأما الزيادة بقصد مطلق الذكر ففيها وجهان:
أحدهما: الجواز لما ورد في روايات عديدة أن ذكر الله حسن في كل حال وقد جوزوا ذلك في الصلاة أيضا نظرا إلى ذلك، فالأمر في الدعاء أسهل.
- والثاني المنع لما روي في أصول الكافي (1) مسندا بسند معتبر كالصحيح عن العلاء ابن كامل قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: * (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول) * عند المساء: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، ويميت ويحيي، وهو على كل شئ قدير. قال: قلت: بيده الخير قال (عليه السلام) بيده الخير، ولكن قل كما أقول لك عشر مرات، وأعوذ بالله السميع العليم حين تطلع الشمس، وحين تغرب عشر مرات. فإن ترك الاستفصال في هذا الحديث خصوصا بملاحظة ورود كلمة بيده الخير في ذلك التهليل في عدة روايات مروية في الكتاب المذكور، يدل على لزوم متابعتهم (عليهم السلام) في الدعوات والأذكار المأثورة عنهم من غير زيادة ونقصان فإنهم أهل الذكر، الذين أمرنا بالسؤال عنهم واقتفاء آثارهم وهو (عليه السلام) لم يستفصل بين أن يقوله بقصد الورود أو بقصد مطلق الذكر.
- ويدل على ذلك أيضا ما روى في كمال الدين (2) عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى، ولا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق. قلت: كيف دعاء الغريق؟ قال: يقول يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، فقلت: " يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك " قال: إن الله عز وجل مقلب القلوب والأبصار ولكن قل كما أقول لك، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
- وفي الوسائل (3) عن الخصال بإسناده عن إسماعيل بن الفضل، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل * (فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) *

١ - أصول الكافي: ٢ / 527 باب القول عند الأصباح والامساء ح 17.
2 - كمال الدين: 2 / 351 باب 33 ح 50.
3 - الوسائل: 4 / 1236 باب 49 ح 4.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»