مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٤٨
فإذا بشخص في جنبي وهو يمشي معي، وعليه عمامة خضراء.
قال (ره): وأشار حينئذ إلى نبات حافة النهر وقال كانت خضرتها مثل خضرة هذا النبات، ثم دله على الطريق، وأمره بالدخول في دين أمه، وذكر كلمات نسيتها.
وقال: ستصل عن قريب إلى قرية أهلها جميعا من الشيعة، قال: فقلت: يا سيدي أنت لا تجئ معي إلى هذه القرية؟ فقال (عليه السلام) ما معناه: لا، لأنه استغاث بي ألف نفس في أطراف البلاد، أريد أن أغيثهم، ثم غاب عني، فما مشيت إلا قليلا حتى وصلت إلى القرية وكان في مسافة بعيدة، ووصل الجماعة إليها بعدي بيوم.
فلما دخلت الحلة ذهبت إلى سيد الفقهاء السيد مهدي القزويني، طاب ثراه، وذكرت له القصة فعلمني معالم ديني، فسألت عنه عملا أتوصل به إلى لقائه مرة أخرى، فقال زر أبا عبد الله (عليه السلام) أربعين ليلة جمعة.
قال: فكنت أزوره من الحلة في ليالي الجمع إلى أن بقي واحدة، فذهبت من الحلة في يوم الخميس، فلما وصلت إلى باب البلد، فإذا جماعة من أعوان الظلمة يطالبون الواردين التذكرة، وما كان عندي تذكرة ولا قيمتها، فبقيت متحيرا، والناس متزاحمون على الباب، فأردت مرارا أن أتخفى وأجوز عنهم، فما تيسر لي، وإذا بصاحبي صاحب الأمر (عليه السلام) في زي لباس طلبة الأعاجم، عليه عمامة بيضاء في داخل البلد فلما رأيته استغثت به، فخرج وأخذني معه وأدخلني من الباب فما رآني أحد.
فلما دخلت البلد افتقدته من بين الناس وبقيت متحسرا على فراقه.
أمن السبل والبلاد بظهوره (عليه السلام) - في البحار (1) من إرشاد الديلمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا قام القائم حكم بالعدل، وارتفع في أيامه الجور، وأمنت به السبل، وأخرجت الأرض بركاتها ورد كل حق إلى أهله، الخ وفي حديث آخر عنه: تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب، ولا يهيجها أحد، وفي آخر عنه في قوله تعالى: * (سيروا فيها ليالي وأياما آمنين) * قال (عليه السلام): مع قائمنا أهل البيت.

١ - بحار الأنوار: ٥٢ / 338 / ح 27 ذيل 83.
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»