مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٢
واحدا واحدا إلى الحسن العسكري وابنه (عليهم السلام).
- ومنها (1) ما رواه الصدوق في الصحيح عن الريان بن الصلت، قال: قلت للرضا (عليه السلام) أنت صاحب الأمر فقال: أنا صاحب الأمر، ولكني لست بالذي أملأها عدلا كما ملئت جورا، وكيف أكون ذلك على ما ترى من ضعف بدني! ولكن القائم هو الذي إذا خرج كان في سن الشيوخ ومنظر الشبان قوي في بدنه حتى لو مد يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها، يكون معه عصا موسى، وخاتم سليمان (عليه السلام) ذاك الرابع من ولدي، يغيبه الله في ستره ما شاء الله ثم يظهره فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
- ومنها ما رواه (2) في الصحيح عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: سمعت أبا الحسن صاحب العسكر (عليه السلام) يقول الخلف من بعدي ابني الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف فقلت وكيف جعلني الله فداك فقال لأنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه فقلت فكيف نذكره قال (عليه السلام): قولوا: الحجة من آل محمد (صلى الله عليه وآله).
- ومنها ما رواه (3) الصدوق فيه في الصحيح، عن عثمان بن سعيد العمري قال: سئل أبو محمد الحسن بن علي (عليه السلام) وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه عليهم السلام: إن الأرض لا تخلو من حجة لله على خلقه إلى يوم القيامة، وإن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، وقال (عليه السلام): إن هذا حق كما أن النهار حق، فقيل له: يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فمن الحجة والإمام بعدك؟ فقال (عليه السلام): ابني محمد وهو الإمام والحجة بعدي، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية، أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون ويهلك فيها المبطلون ويكذب فيها الوقاتون ثم يخرج فكأني أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة.
أقول: قد روى الشيخ الثقة الجليل علي بن محمد بن علي الخزاز القمي (ره) في كتاب كفاية الأثر في النص على الاثني عشر مائة وسبعين حديثا من طرق الفريقين كلها مشتملة على التصريح بالقائم المنتظر، وفيها كفاية لمن اعتبر وهداية لمن استبصر ولعلنا نذكر بعضها في سائر أبواب هذا الكتاب وإلى الله أدعو وإليه مآب.

1 - إكمال الدين: 2 / 376 باب 35 ذيل 7.
2 - إكمال الدين: 2 / 381 باب 37 ذيل 5.
3 - إكمال الدين: 2 / 409 باب 38 ذيل 9.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»