إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٨
العينين لكن لا ترى شيئا، فقادوها فأنزلوها ومضوا بها إلى الحلة، وشاع خبرها بين أصحابها وقرايبها وترايبها، فاحضروا لها من بغداد والحلة فلم يقدروا لها على شئ، فقال لها نسوة مؤمنات كن أخدانها: إن الذي أعماك هو القائم فإن تشيعت وتوليت وتبرأت ضمنا لك العافية على الله تعالى وبدون هذا لا يمكنك الخلاص، فأذعنت بذلك ورضيت به فلما كانت ليلة الجمعة حملنها حتى أدخلنها القبة الشريفة في مقام صاحب الزمان (عليه السلام) وبتن بأجمعهن في باب القبة، فلما كان ربع الليل فإذا هي قد خرجت عليهن وقد ذهب العمى عنها وهي تعدهن واحدة بعد واحدة وتصف ثيابهن وحليهن، فسررن بذلك وحمدن الله تعالى على حسن العاقبة وقلن لها: كيف كان ذلك؟ فقالت: لما جعلتني في القبة وخرجتن عني أحسست بيد قد وضعت على يدي وقائل يقول: أخرجي قد عافاك الله تعالى، فانكشف العمى عني ورأيت القبة قد امتلأت نورا ورأيت الرجل فقلت له: من أنت يا سيدي؟ فقال (عليه السلام): محمد بن الحسن، ثم غاب عني فقمن وخرجن إلى بيوتهن، وتشيع ولدها عثمان وحسن اعتقاده واعتقاد أمه المذكورة، واشتهرت القصة بين أولئك الأقوام ومن سمع هذا الكلام واعتقدوا وجود الإمام (عليه السلام) وكان ذلك في سنة أربع وأربعين وسبعمائة (1).
الحكاية الخامسة: فيه عن العالم الفاضل عبد الرحمن العماني: إني كنت أسمع في الحلة السيفية حماها الله تعالى أن المولى الكبير المعظم جمال الدين ابن الشيخ الأجل الأوحد الفقيه القاري نجم الدين جعفر بن الزهدري كان به فالج فعالجته جدته بعد موت أبيه بكل علاج للفالج، فلم يبرأ فأشار إليها بعض الأطباء ببغداد فأحضرتهم فعالجوه زمانا طويلا فلم يبرأ، وقيل لها: ألا تبيتينه تحت القبة الشريفة بالحلة المعروفة بمقام صاحب الزمان (عليه السلام) لعل الله تعالى يعافيه ويبرؤه، ففعلت وبيتته تحتها وإن صاحب الزمان أقامه وأزال عنه الفالج، ثم بعد ذلك حصل بيني وبينه صحبة حتى كنا لم نكد نفترق وإن له دار المعشرة يجتمع فيها وجوه أهل الحلة وشبابهم وأولاد الأماثل منهم، فاستحكيته عن هذه الحكاية

1 - البحار: 52 / 72 ح 55 باب 18.
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»