وزار الإمام وحمد الله تعالى على ما حصل له من الإنعام وصار هذا الساباط المذكور إلى الآن ينذر له عند الضرورات فلا يكاد يخيب ناذره من المبرات ببركات الإمام القائم (عليه السلام) (1).
الحكاية العاشرة: في جنة المأوى للمحدث النوري طاب ثراه عن السيد المعظم المبجل بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني النجفي عن الشهيد الأول في كتاب الغيبة عن الشيخ العالم الكامل القدوة المقرئ الحافظ المحمود الحاج المعتمر شمس الحق والدين محمد بن قارون قال: دعيت إلى امرأة فأتيتها وأنا أعلم أنها مؤمنة من أهل الخير والصلاح فزوجها أهلها من محمود الفارس المعروف بأخي بكر ويقال له ولأقاربه بنو بكر، وأهل فارس مشهورون بشدة التسنن والنصب والعداوة لأهل الإيمان، وكان محمود هذا أشدهم في الباب وقد وفقه الله تعالى للتشيع دون أصحابه فقلت: وا عجباه كيف سمح أبوك لك وجعلك مع هؤلاء النصاب وكيف اتفق لزوجك مخالفة أهله حتى رفضهم؟ فقالت، يا أيها المقرئ إن له حكاية عجيبة إذا سمعها أهل الأدب حكموا أنها من العجب.
قلت: وما هي؟ قالت: سله عنها سيخبرك. قال الشيخ: فلما حضرنا عنده قلت له: يا محمود ما الذي أخرجك عن ملة أهلك وأدخلك مع الشيعة؟ فقال: يا شيخ لما اتضح لي الحق تبعته، إعلم أنه قد جرت عادة أهل الفرس أنهم إذا سمعوا بورود القوافل يتلقونهم فاتفق أنا سمعنا بورود قافلة كبيرة فخرجت ومعي صبيان كثيرون وأنا إذ ذاك صبي مراهق، فاجتهدنا في طلب القافلة بجهلنا ولم نفكر في عاقبة الأمر وصرنا كلما انقطع منا صبي من التعب يرمونه إلى الضعف فضللنا عن الطريق ووقعنا في واد لم نكن نعرفه وفيه شوك وشجر ودغل لم نر مثله قط، فأخذنا في السير حتى عجزنا وتدلت ألسنتنا على صدورنا من العطش فألقينا بالموت وسقطنا لوجوهنا، فبينما نحن كذلك إذا بفارس على فرس أبيض قد نزل منا وطرح مفرشا لطيفا لم نر مثله تفوح منه رائحة طيبة، فالتفتنا إليه وإذا بفارس آخر على فرس أحمر عليه ثياب بيض وعلى رأسه عمامة له ذؤابتان، فنزل على ذلك المفرش ثم قام فصلى بصاحبه ثم جلس للتعقيب فالتفت إلي وقال (عليه السلام): يا محمود. فقلت بصوت ضعيف: لبيك يا