إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ١١
له: الجوع يا وجه العرب، فرجع بنفسه ودخل الخيمة وأخرج بيده منسفة فيها زاد وقد وضع يده وقال: يجئ منكم عشرة عشرة فأكلنا جميعا من تلك المنسفة والله يا فلان ما تغيرت ولا نقصت. فقلنا: نريد الطريق الفلاني؟ فقال: هذاك دربكم، وأومى لنا إلى معلم، ومضينا فلما بعدنا عنه قال بعضنا لبعض: أنتم خرجتم من أهلكم لكسب والمكسب قد حصل لكم فنهى بعضنا بعضا وأمر بعضنا به ثم اجتمع رأينا على أخذهم فرجعنا فلما رآنا راجعين شد وسطه بمنطقة وأخذ سيفا فتقلد به وأخذ رمحه وركب فرسا أشهب والتقانا وقال: لا تكن أنفسكم القبيحة دبرت لكم القبيح. فقلنا: هو كما ظننت ورددنا عليه ردا قبيحا فزعق بزعقات فما رأينا إلا من داخل قلبه الرعب وولينا من بين يديه منهزمين فخط خطة بيننا وبينه وقال: وحق جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يعبرنها أحد منكم إلا ضربت عنقه فرجعنا والله عنه بالرغم منا. هذاك العلوي حقا لا من هو مثل هؤلاء (1).
الحكاية التاسعة: في العوالم عن سيد علي بن عبد الحميد في كتاب السلطان المفرج عن أهل الإيمان ما أخبرني من أثق به وهو خبر مشهور عند أكثر أهل المشهد الغروي: أن الدار التي هي الآن سنة سبعمائة وتسع وثمانين أنا ساكنها كانت لرجل من أهل الخير والصلاح يدعى الحسين المدلل ملاصقة بجدران الحضرة الشريفة وهو مشهور بالمشهد الشريف الغروي وكان الرجل له عيال وأطفال فأصابه فلج ومكث مدة لا يقدر على القيام وإنما يرفعه عياله عند حاجته وضروراته ومكث على ذلك مدة مديدة، فدخل على عياله وأهله بذلك شدة شديدة واحتاجوا إلى الناس واشتد عليهم الناس، فلما كان سنة عشرين وسبعمائة هجرية في ليلة من لياليها بعد ربع الليل نبه عياله فانتبهوا في الدار فإذا الدار والسطح قد امتلآ نورا يأخذ بالأبصار فقالوا: ما الخبر؟ فقال: إن الإمام جاءني وقال: قم يا حسين، فقلت: يا سيدي أتراني أقدر على القيام؟ فأخذ بيدي وأقامني فذهب ما بي وها أنا صحيح على أتم ما ينبغي. وقال لي: هذا الساباط دربي إلى زيارة جدي فاغلقه في كل ليلة، فقلت: سمعا وطاعة لله ولك يا مولاي، فقام الرجل وخرج إلى الحضرة الشريفة الغروية

1 - البحار: 52 / 76 ح 55.
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»