إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٣٤٥
قال: فبدأت بالباقطاني وصرت إليه فوجدته شيخا مهيبا له مروة ظاهرة وفرس عربي وغلمان كثير، ويجتمع إليه الناس يتناظرون قال: فدخلت إليه وسلمت عليه فرحب وسر وقرب قال: فأطلت القعود إلى أن أخرج أكثر الناس قال: فسألني عن ديني فعرفته أني رجل من أهل دينور وافيت ومعي شئ من المال أحتاج أن أسلمه، فقال لي: احمله. قال: فقلت:
أريد حجة. قال: تعود إلي في غد. قال: فعدت إليه من الغد فلم يأت بحجة وعدت إليه في اليوم الثالث فلم يأت بحجة.
قال: فصرت إلى إسحاق الأحمر فوجدته شابا نظيفا منزله أكبر من منزل الباقطاني وفرسه ولباسه ومروته أسرى وغلمانه، أكثر من غلمانه ويجتمع عنده من الناس أكثر مما يجتمع عند الباقطاني قال: فدخلت وسلمت فرحب وقرب، قال: فصبرت إلى أن خف الناس قال:
فسألني عن حاجتي. فقلت له كما قلت للباقطاني وعدت إليه ثلاثة أيام فلم يأت بحجة.
قال: فصرت إلى أبي جعفر العمري فوجدته شيخا متواضعا عليه مبطنة بيضاء، قاعد على لبد في بيت صغير ليس له غلمان ولا له من المروة والفرس ما وجدت لغيره، قال: فسلمت فرد الجواب وأدناني وبسط مني ثم سألني عن حالي فعرفته أني وافيت من الجبل وحملت مالا، قال: فقال: إن أحببت أن يصل هذا الشئ إلى من يجب أن يصل إليه تخرج إلى سر من رأى وتسأل دار ابن الرضا (عليه السلام) وعن فلان بن فلان الوكيل - وكانت دار ابن الرضا عامرة بأهلها - فإنك تجد هناك ما تريد.
قال: فخرجت من عنده ومضيت نحو سر من رأى فصرت إلى دار ابن الرضا (عليه السلام)، وسألت عن الوكيل فذكر البواب أنه مشتغل في الدار وأنه يخرج آنفا، فقعدت على الباب أنتظر خروجه فخرج بعد ساعة، فقمت وسلمت عليه وأخذ بيدي إلى بيت كان له وسألني عن حالي وما وردت له، فعرفته أني حملت شيئا من المال من ناحية الجبل وأحتاج أن أسلمه بحجة، قال: فقال: نعم، ثم قدم إلي طعاما وقال لي: تغد بهذا واسترح فإنك تعبت فإن بيننا وبين الصلاة الأولى ساعة فإني أحمل إليك ما تريد.
قال: فأكلت ونمت فلما كان وقت الصلاة نهضت وصليت وذهبت إلى المشرعة واغتسلت وانصرفت إلى بيت الرجل وسكنت إلى أن مضى من الليل ربعه، فجاءني بعد أن مضى من الليل ربعه ومعه درج فيه: بسم الله الرحمن الرحيم وافى أحمد بن محمد
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»