إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٣٣٤
مواضع يعرفونها، فقد نهينا عن الفحص والتفتيش، فودعته وانصرفت عنه (1).
العاشر: ممن رآه في غيبته الصغرى: في البحار عن يوسف بن أحمد الجعفري قال:
حججت سنة ست وثلاثمائة وجاورت بمكة تلك السنة وما بعدها إلى سنة تسع وثلاثمائة ثم خرجت عنها منصرفا إلى الشام، فبينا أنا في بعض الطريق وقد فاتتني صلاة الفجر فنزلت من المحمل وتهيأت للصلاة، فرأيت أربعة نفر في محمل فوقفت أعجب منهم فقال أحدهم: مم تعجب، تركت صلاتك وخالفت مذهبك؟ فقلت للذي يخاطبني: وما علمك بمذهبي؟ فقال: تحب أن ترى صاحب زمانك؟ فقلت: نعم، فأومى إلى أحد الأربعة. فقلت:
إن له دلايل وعلامات، فقال: إيما أحب إليك أن ترى الجمل وما عليه صاعدا إلى السماء، أو ترى المحمل صاعدا إلى السماء؟ فقلت: أيهما كان فهي دلالة؟ فرأيت الجمل وما عليه يرتفع إلى السماء، وكان الرجل أومى إلى رجل به سمرة وكان لونه الذهب، بين عينيه سجادة (2).
الحادي عشر: ممن رآه في غيبته الصغرى: عن علي بن إبراهيم الأودي قبل سنة ثلاثمائة: بينا أنا في الطواف قد طفت ستة وأريد أن أطوف السابعة، فإذا أنا بحلقة عن يمين الكعبة وشاب حسن الوجه، طيب الرائحة، هيوب ومع هيبته متقرب إلى الناس، فلم أر أحسن من كلامه ولا أعذب من منطقه في حسن جلوسه فذهبت أكلمه فزبرني (3) الناس، فسألت بعضهم: من هذا؟ فقال: ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يظهر للناس في كل سنة يوما لخواصه فيحدثهم. فقلت: مسترشدا إياك فأرشدني هداك الله.
قال: فناولني حصاة فحولت وجهي فقال لي بعض جلسائه: ما الذي دفع إليك ابن رسول الله؟ فقلت: حصاة، فكشفت عن يدي فإذا أنا بسبيكة من ذهب فذهبت، فإذا أنا به قد لحقني فقال: ثبتت عليك الحجة، وظهر لك الحق، وذهب عنك العمى أتعرفني؟ فقلت:
اللهم لا. قال: أنا المهدي، أنا قائم الزمان، أنا الذي أملأها عدلا كما ملئت جورا، إن الأرض لا تخلو من حجة، ولا يبقى الناس في فترة أكثر من تيه بني إسرائيل، وقد ظهر أيام خروجي،

١ - بحار الأنوار: ٥٢ / ٤ ح ٢ وغيبة الشيخ: ٢٥٧.
٢ - بحار الأنوار: ٥٢ / 5 ح 3 وغيبة الشيخ: 258.
3 - أي: زجرني ومنعني.
(٣٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 ... » »»