إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٣٥٦
عظام حسان في هذا المعنى، وبلغت منه غاية ما لم أظنه ببركة مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه وسلم (1).
(المعجزة الثانية عشرة) في مهج الدعوات عن محمد بن علي العلوي الحسيني وكان يسكن بمصر قال: دهمني أمر عظيم وهم شديد من قبل صاحب مصر، وخشيته على نفسي وكان قد سعى بي إلى أحمد بن طولون، فخرجت من مصر حاجا وسرت من الحجاز إلى العراق، فقصدت مشهد مولاي الحسين بن علي (عليه السلام) عائذا به ولائذا بقبره ومستجيرا به من سطوة من كنت أخافه، فأقمت في الحائر خمسة عشر يوما أدعو وأتضرع ليلي ونهاري، فتراءى لي قيم الزمان وولي الرحمن وأنا بين النائم واليقظان، فقال لي: يقول لك الحسين يا بني خفت فلانا؟ فقلت: نعم، أراد هلاكي فلجأت إلى سيدي أشكو إليه عظيم ما أراد بي، فقال: هلا دعوت الله ربك ورب آبائك بالأدعية التي دعا بها من سلف من الأنبياء، فقد كانوا في شدة فكشف الله عنهم ذلك. قلت: وماذا أدعوه؟ فقال: إذا كان ليلة الجمعة فاغتسل وصل صلاة الليل، فإذا سجدت سجدة الشكر دعوت بهذا الدعاء وأنت بارك على ركبتيك، فذكر لي دعاء.
قال: ورأيته في مثل ذلك الوقت يأتيني وأنا بين النائم واليقظان قال: وكان يأتيني خمس ليال متواليات يكرر علي هذا القول والدعاء حتى حفظته، وانقطع عني مجيئه ليلة الجمعة، فاغتسلت وغيرت ثيابي وتطيبت وصليت صلاة الليل وسجدت سجدة الشكر، وجثوت على ركبتي ودعوت الله جل وتعالى بهذا الدعاء، فأتاني ليلة السبت فقال: قد أجيبت دعوتك يا محمد وقتل عدوك عند فراغك من الدعاء عند من وشى به إليه، فلما أصبحت ودعت سيدي وخرجت متوجها إلى مصر، فلما بلغت الأردن وأنا متوجه إلى مصر رأيت رجلا من جيراني بمصر وكان مؤمنا، فحدثني أن خصمي قبض إليه أحمد بن طولون فأمر به فأصبح مذبوحا من قفاه قال: وذلك في ليلة الجمعة وأمر به فطرح في النيل، وكان ذلك فيما أخبرني جماعة من أهلنا وإخواننا الشيعة أن ذلك كان فيما بلغهم عند فراغي من الدعاء كما أخبرني مولاي (عليه السلام) (2).
(المعجزة الثالثة عشرة) في البحار: أن الحسن بن نضر وأبا صدام وجماعة تكلموا بعد

١ - البحار: ٥١ / ٣٠٥ ح ١٩.
٢ - مهج الدعوات: ٢٧٩.
(٣٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 ... » »»