إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٢٧١
واستجاب لها، فقلت: قد قامت الصلاة، فقال: البقاء لأمة محمد وعلى رأسها تقوم الساعة.
فلما فرغت من أذاني ناديت بأعلى صوتي حتى أسمعت ما بين لابتي الجبل فقلت: إنسي أم جني؟
قال: فأطلع رأسه من كهف الجبل فقال: ما أنا بجني ولكني إنسي، فقلت له: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا رزيب بن ثملا من حواري عيسى ابن مريم، أشهد أن صاحبكم نبي وهو الذي بشر به عيسى ابن مريم، ولقد أردت الوصول إليه فحالت فيما بيني وبينه فارس وكسرى وأصحابه، ثم أدخل رأسه في كهف الجبل فركبت دابتي ولحقت بالناس وسعد بن أبي وقاص أميرنا فأخبرته بالخبر فكتب بذلك إلى عمر بن الخطاب فجاء كتاب عمر يقول:
الحق الرجل، فركب سعد وركبت معه حتى انتهينا إلى الجبل فلم نترك كهفا ولا شعبا ولا واديا إلا التمسناه فيه ولم نقدر عليه، وحضرت الصلاة فلما فرغت من صلاتي ناديت: يا صاحب الصوت الحسن والوجه الجميل قد سمعنا منك كلاما حسنا فأخبرنا من أنت يرحمك الله، أقررت بالله تعالى ووحدانيته فأنا عبد الله ووفد نبيه. قال: فأطلع رأسه من كهف الجبل فإذا شيخ أبيض الرأس واللحية، له هامة كأنه رحى فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قلت: وعليك السلام ورحمة الله، من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا رزيب بن ثملا وصي العبد الصالح عيسى ابن مريم عليه السلام، كان سأل ربه لي البقاء إلى نزوله من السماء، وقراري في هذا الجبل، وأنا موصيكم، سددوا وقاربوا، وإياكم وخصال لا تظهر في أمة محمد (صلى الله عليه وآله) فإن ظهرت فالهرب الهرب، ليقوم أحدكم على نار جهنم حتى يطفأ عنه خير من البقاء في ذلك الزمان. الخبر (1).
الحادي والثلاثون رجل معمر ذو قلاقل، ذكر السيد النسابة العلامة علي بن عبد الحميد الحسيني النجفي قدس الله روحه في كتابه المسمى بالأنوار المضيئة في الحكمة الشرعية:
روى الجد السعيد عبد الحميد يرفعه إلى الرئيس أبي الحسن الكاتب البصري وكان من الأشداء الأدباء قال: سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة أشنت (2) البر سنين عدة وبعثت السماء درها وحض الحبا أكناف البصرة وتسامع العرب بذلك، فوردوها من الأقطار البعيدة والبلاد

١ - كنز الفوائد: ٥٩، ومستدرك الوسائل: ١٢ / 332.
2 - أشنت: هجمت وأغارت وحمشت.
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»