إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٢٧٠
قياما وقعودا وعلى جنوبهم) * (1) الآية، فقلت له: ما طعامك؟ فقال لي: آكل ماء اللحم والكراث، وسألته: هل يخرج منك شئ؟ فقال: في كل أسبوع مرة شئ يسير، وسألته عن أسنانه فقال: أبدلتها عشرين مرة، ورأيت له في اسطبله شيئا من الدواب أكبر من الفيل يقال له زندفيل فقلت له: ما تصنع بهذا؟
قال: يحمل ثياب الخدم إلى القصار ومملكته مسيرة أربع سنين في مثلها، ومدينته طولها خمسون فرسخا في مثلها، وعلى كل باب منها عسكر مائة ألف وعشرين ألفا، إذا وقع في أحد الأبواب حدث خرجت تلك الفرقة إلى الحرب لا تستعين بغيرها وهو في وسط المدينة. وسمعته يقول: دخلت العرب فبلغت إلى الرمل، رمل عالج، وصرت إلى قوم موسى فرأيت سطوح بيوتهم مستوية وبيدر الطعام خارج القرية، يأخذون منه القوت والباقي يتركونه هناك، وقبورهم في دورهم وبساتينهم من المدينة على فرسخين ليس فيهم شيخ ولا شيخة، ولم أر فيهم علة ولا يعتلون إلى أن يموتوا، ولهم أسواق إذا أراد الإنسان منهم شراء شئ صار إلى السوق فوزن لنفسه وأخذ ما يصيبه وصاحبه غير حاضر، وإذا أراد الصلاة حضروا فصلوا وانصرفوا، لا يكون بينهم خصومة ولا كلام يكره إلا ذكر الله عز وجل والصلاة وذكر الموت (2).
قال الصدوق (رحمه الله): إذا كان عند مخالفينا مثل هذا الحال لسربايك ملك الهند فينبغي أن يحيلوا مثل ذلك في حجة الله من التعمير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (3).
الثلاثون من المعمرين: في الدمعة عن كنز الكراچكي عن معاوية بن فضلة: كنت في الوفد الذين وجههم عمر بن الخطاب وفتحنا مدينة حلوان، وطلبنا المشركين في الشعب فلم نقدر (4) عليهم، فحضرت الصلاة فانتهيت إلى ماء فنزلت عن فرسي، وأخذت بعنانه وتوضأت وأذنت فقلت: الله أكبر، فأجابني شئ من الجبل وهو يقول: كبرت تكبيرا، ففزعت لذلك فزعا شديدا ونظرت يمينا وشمالا فلم أر شيئا فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، فأجابني وهو يقول: الآن حين أخلصت، فقلت: أشهد أن محمدا رسول الله، فقال: نبي بعث، فقلت:
حي على الصلاة، فقال: فريضة افترضت، فقلت: حي على الفلاح، فقال: قد أفلح من أجابها

١ - سورة آل عمران: ١٩١.
2 - كمال الدين: 642، والبحار: 14 / 520 ح 5.
3 - كمال الدين: 642 ح 1 باب 54.
4 - في نسخة: يردوا.
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»