إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٢٦٨
المعمرين، يكفينا هذا المقدار.
وقال الفاضل المحدث الجزائري (رحمه الله) في كتابه الأنوار النعمانية: حدثني أوثق مشايخي السيد هاشم الإحسائي في شيراز في مدرسة الأمير محمد، عن شيخنا العادل الثقة الورع الشيخ محمد الحرفوشي أعلى الله مقامه في دار المقامة، أنه دخل يوما مسجدا من مساجد الشام وكان مسجدا عتيقا مهجورا فرأى رجلا حسن الهيئة في ذلك المسجد فأخذ الشيخ في المطالعة في كتاب الحديث، ثم إن ذلك الرجل سأل الشيخ عن أحواله وعمن نقل الحديث فأخبره الشيخ، ثم إن الشيخ سأله عن أحواله وعن مشايخه، فقال ذلك الرجل: أنا المعمر أبو الدنيا وأخذت العلم عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) وعن الأئمة الطاهرين، وأخذت فنون العلم عن أربابها وسمعت وكتبت من مصنفيها، فاستجازه الشيخ في كتب الأحاديث والأصول وغيرها وفي كتب العربية والأصول فأجازه، وقرأ عليه الشيخ بعض الأخبار في ذلك المسجد توثيقا للإجازة.
فمن ثم كان شيخنا الثقة قدس الله روحه يقول لي: يا بني إن سندي إلى المحدثين الثلاثة وغيرهم من أهل الكتب قصير، فإني أروي عن الفاضل الحرفوشي عن المعمر أبي الدنيا عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وكذا إلى الصادق والكاظم إلى آخر الأئمة، وكذلك روايتي لكتب الأصول مثل الكافي والتهذيب ومن لا يحضره الفقيه، وأجزتك أن تروي عني بهذه الإجازة، فنحن نروي الكتب الأربعة عن مصنفيها بهذا الطريق (1).
الثامن والعشرون في كنز الفوائد للكراجكي وفي البحار: وكذلك حال المعمر الآخر المشرقي ووجوده بمدينة من أرض المشرق يقال لها [سهرورد] (2) إلى الآن، ورأينا جماعة رأوه وحدثوا حديثه، وأنه كان أيضا خادما لأمير المؤمنين، والشيعة تقول أنهما يجتمعان عند ظهور الإمام المهدي عليه وعلى آبائه أفضل السلام. وقال: هذا رجل مقيم ببلاد العجم من أرض الجبل، يذكر أنه رأى أمير المؤمنين (عليه السلام)، يعرفه الناس بذلك على مر السنين والأعوام، ويقول أنه لحقه ما لحق المغربي من الشجة في وجهه، وأنه صحب أمير المؤمنين (عليه السلام) وخدمه.

١ - الأنوار النعمانية:، وبحار الأنوار: ٥٣ / 279.
2 - زيادة من المصدر.
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»