إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٢٨٢
قال بشر: فقلت لها: وكيف وقعت في الأسارى؟ فقالت: أخبرني أبو محمد (عليه السلام) ليلة من الليالي أن جدك سيسير جيشا إلى قتال المسلمين يوم كذا وكذا ثم يتبعهم فعليك باللحاق بهم متنكرة في زي الخدم مع عدة من الوصايف من طريق كذا، ففعلت ذلك فوقفت علينا طلائع المسلمين حتى كان من أمري ما رأيت وشاهدت، وما شعر بأني ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية أحد سواك وذلك باطلاعي إياك عليه، ولقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته وقلت: نرجس اسم الجواري. قلت: العجب أنك رومية ولسانك عربي! قالت: نعم من ولع جدي وحمله إياي على تعلم الآداب أن أوعز إلى امرأة ترجمانة له في الاختلاف إلي، وكانت تقصدني صباحا ومساء وتفيدني العربية حتى استمر لساني عليها واستقام.
قال بشر: فلما انكفأت بها إلى سر من رأى دخلت على مولاي أبي الحسن (عليه السلام) فقال: أراك الله عز الإسلام وذل النصرانية وشرف محمد وأهل بيته. قالت: كيف أصف لك يا بن رسول الله ما أنت أعلم به مني. قال (عليه السلام): فإني أحب أن أكرمك فأيما أحب إليك عشرة آلاف دينار أم بشرى لك بشرف الأبد؟ قالت: بشرى بولد لي. قال لها: أبشري بولد يملك الدنيا شرقا وغربا ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. قالت: ممن؟ قال: ممن خطبك رسول الله (صلى الله عليه وآله) له ليلة كذا في شهر كذا من سنة كذا بالرومية، قال لها: ممن زوجك المسيح ووصيه؟ قالت: من ابنك أبي محمد (عليه السلام). فقال: هل تعرفينه؟ قالت: وهل خلت ليلة لم يزرني فيها، منذ الليلة التي أسلمت على يد سيدة النساء (عليها السلام). قال: فقال مولانا: يا كافور ادع أختي حكيمة (رض)، فلما دخلت قال لها: هاهيه واعتنقتها طويلا ومالت بها كثيرا، فقال لها أبو الحسن: يا بنت رسول الله خذيها إلى منزلك وعلميها الفرائض والسنن، فإنها زوجة أبي محمد وأم القائم (عج) (1).

1 - كمال الدين: 423، وغيبة الشيخ الطوسي: 213 والبحار: 51 / 8 خ 12.
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»