إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ١٩٥
وفي الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن الله عز وجل أنزل على نبيه كتابا قبل وفاته وقال: يا محمد هذه وصيتك إلى النجبة من أهلك. قال: وما النجبة يا جبرئيل؟ قال: علي بن أبي طالب وولده، وكان على الكتاب خواتم من ذهب، ودفعه النبي إلى أمير المؤمنين وأمره أن يفك خاتما منه ويعمل بما فيه، ففك أمير المؤمنين خاتما وعمل بما فيه، ثم دفعه إلى ابنه الحسن ففك خاتما وعمل بما فيه، ثم دفعه إلى الحسين ففك خاتما فوجد فيه: أن أخرج بقوم إلى الشهادة، فلا شهادة لهم إلا معك واشر نفسك لله ففعل، ثم دفعه إلى علي بن الحسين ففك خاتما فوجد فيه: أن اطرق واصمت إلى منزلك، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ففعل، ثم دفعه إلى محمد بن علي ففك خاتما فوجد فيه: حدث الناس وأفتهم ولا تخافن إلا الله عز وجل فإنه لا سبيل لأحد عليك، ثم دفعه إلى ابنه جعفر ففك خاتما فوجد فيه: حدث الناس وأفتهم وانشر علوم أهل بيتك، وصدق آباءك الصالحين، ولا تخافن إلا الله عز وجل وأنت في حرز وأمان ففعل، ثم دفعه إلى ابنه موسى وكذلك يدفعه موسى إلى الذي بعده، ثم كذلك إلى قيام المهدي (1).
وفي الأربعين عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر (عليه السلام): إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم، لا يزيلنكم أحد عنها، يا بني إنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به، إنما هي محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه، ولو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصح من هذا لاتبعوه. فقلت: يا سيدي من الخامس من ولد السابع؟ فقال: يا بني عقولكم تصغر من هذا، وأخلاقكم تضيق عن حمله، ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه (2).
(وفيه) عن يونس بن عبد الرحمن قال: دخلت على موسى بن جعفر (عليه السلام) فقلت له: يا بن رسول الله أنت القائم بالحق؟ فقال: أنا القائم بالحق، ولكن القائم الذي يطهر الأرض من أعداء الله ويملأها عدلا كما ملئت جورا هو الخامس من ولدي، له غيبة يطول أمدها خوفا على نفسه، يرتد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون، ثم قال: طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا، أولئك منا ونحن منهم، قد رضوا بنا

١ - الكافي: ١ / ٢٨٠ ح ٢.
٢ - الكافي: ١ / 336 ح 2.
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»